نصوص أدبية
خالد الحلٍّي: مرايا وشاعرٌ يتفرّج
في اليومِ الأولِّ من أيّامِ الأسبوعْ
وضعَ الشّاعرُ سبعَ مرايا
في سبعِ زوايا
ومضى يتفرّجْ
كانَ هنالكَ في مرآةِ اليومِ الأوَّلِ
مخلوقٌ أهْوَجْ
يتمنّى أن يَبْلُغَ أعلى درجاتِ مُدَرَّجْ
لكِنْ عاكَسَهُ دَرَجٌ أَعْوَجْ
فاَخْتَلَتْ خُطْوَتُهُ، ثُمّ تَدَحْرَجْ
= 2 =
في ثاني مرآةٍ، كانَ هنالكْ لصّانْ
يختصمانِ إذا اختلفا،
ثُمّ يقولانْ
إنّهما متّفقانْ
و خلافهُما ليسَ سوى
زوبعةٍ في فنجانْ
صرخَ الشّاعرُ:
سأُكَسِّرُ هذي المرآةَ الآنْ
باستهزاءٍ جاوبَهُ اللّصانْ
إنّا لا نسرقُ أفراداً
بَلْ نَسْرِقُ بُلْدانْ
= 3 =
اِقتربَ الشّاعرُ من ثالثِ مرآةٍ،
يتمنّى أنْ يَشْهَدْ
شيئاً يُفْرِحُهُ
لكِنْ فاجَأَهُ
أنّ المرآةْ
تصرخُ هيهاتْ
أنْ تَشْهَدَ ما يُفْرِحُ نَفْسَكَ،
هيهاتْ
= 4 =
سألَ الشّاعرُ، وهو يطيلُ النظراتْ
في رابعِ مرآةْ
هل هذا هو وجهي حقاً
مالي أبْصرُهُ مختلفاً جداً؟
لَمْ يَسْمَعْ ردّاً
= 5 =
كانتْ خامسُ مرآةٍ،
ترقَبُهُ
لتعاتِبَهُ
لكِنْ حينَ أتاها
نَسِيَتْ ما كانتْ
تنوي أن تُخْبِرَهُ
أخذتْ ترميهِ بأسئلةٍ
كُتِبَتْ بحروفٍ يجهلُها
فمتى، أو كيفَ سيقرأَها؟!
= 6 =
حين اقتربَ الشّاعرُ من سادسِ مرآةْ
أدهشَهُ أنْ يُبْصِرَ أوراقاً تتمزّقْ
تخرجُ منها أقلامٌ دون دواةْ
صار بحزنٍ وعذابٍ يسألْ
ماذا يُمْكِنُ لي أنْ أفعلْ ؟
= 7 =
وهو يَغذُّ خُطاهُ لسابعِ مرآةْ
كانَ يراها
حينَ أتاها
تتطايرُ في الريحْ
تَصْغُرُ ...
تَصْغُرُ ...
تَصْغُرُ ...
تُصْبحُ لا تَنْبَصِرُ
***
شعر: خالد الحلٍّي
ملبورن - استراليا