نصوص أدبية
صادق السامرائي: سرَّمَنْ را !!
إذا عَبَسَ الزمانُ وما رَعاها
وأشْقى أهْلها ونَعى ثَراها
*
سَتَبْقى شعلةً ذاتَ اقْتدارٍ
تُؤهِّلها لسامِقةٍ رُباها
*
بمُعتَصَمٍ إذا اعْتَضدَتْ تَسامَتْ
تُعَزِّزها مَواطنُ مُنتَخاها
*
إليها جَمْعُ أعْلامٍ تَنادَتْ
وأعْطتْ ما يُباركُ مُرْتَقاها
*
تَشامَخَ مَجْدُها وخَبى سَريعاً
وأضْحى ما يُميّزها شُكاها
*
تألّق جامعٌ وزَهى ضَريحٌ
وكونٌ في مَرابعها تَباهى
*
ومَأذنةٌ بدائرةِ انْطلاقٍ
إلى عَرْشٍ يُضاهي مُبْتَغاها
*
وأنْهارٌ تُساقيها اخْضِراراً
وتمْنَحُها مَعالمَ مُرْتَجاها
*
بواعِدةٍ سَتأتينا أصيْلا
تُتَرْجمُهُ بإخْلاصٍ كُماها
*
سَمِعْتُ نداءَها في بَحْرِ جَوْرٍ
كأنَّ أنينَها أشْقى مُناها
*
تَدورُ على مَواطِنها الرَزايا
وتَلعَنُها وإنْ عَبَقتْ شَذاها
*
نِظامُ الحُكْمِ دوّارٌ ظلومٌ
وما فَلحتْ بكُرْسيٍّ وَعاها
*
مُقدّسةٌ ولكنْ دنّسوها
فخرَّبَتِ النوازلُ مُحْتواها
*
جَهولٌ في مَرابعِها تَعدّى
فأرْدى مَعْلما حتّى طَماها
*
تَهاوَتْ مِنْ عَلاءٍ دونَ ذَنْبٍ
وأفْجَعَتِ الغوافلُ مُبتْناها
*
هيَ الدُنيا إذا نَطقتْ بصِدْقٍ
وأفْشَتْ ما تُكَتّمهُ سِماها
*
مَدينةُ أمّةٍّ في أرْضِ عِزٍّ
تُباغِتها العَواضلُ مِنْ عِداها
*
دَوائرُها بما كسَبَتْ تداعَتْ
لتلقِمُها جَوازعَ مُنتهاها
*
رَمَتْ حِمَماً وأشقتْ كلَّ حَيٍّ
وأفْنَتْ رسْمَ مُندَرسٍ رَواها
*
عُروبَتُها مُبارَكةٌ بديْنٍ
جَوامِعُها تكرِّمُ مَنْ بَناها
*
هنا بَدأتْ حَضاراتٌ البرايا
وفي تلٍّ إذا شِئتمْ جُناها
*
فهلْ سُرَّتْ بما كسَبتْ وعانَتْ
وما تَعِبَتْ تُطاولُ مَنْ طواها
*
وقالتْ قولةً كُبرى وأقْوى
وما جَزعَتْ بنازلَةٍ قِواها
*
ألا هُبّي ديارَ المَجْدِ هيّا
فإنَّ الأرضَ ما نكَرَتْ حُماها
*
قوانينٌ بها التأريْخُ أدْرى
فلا تَعْجَبْ إذا عَثرَتْ خُطاها
*
إذا طارتْ سَتَجْذبُها المَنايا
ويَأكلها ترابٌ إشْتَهاها
*
كما سُرّتْ سُرورٌ سوْفَ يَأتي
جَهابذةٌ وأفذاذٌ سُراها
*
بسامراءَ لوْ تدري كَبُرْنا
وكمْ نبَضَتْ قلوبٌ في هَواها
*
نَحِنُّ لكَهْفها والماءُ يَجْري
وأنغامٍ لبلاّمٍ شَداها
*
وليلٍ مِنْ تَراتيلِ ابْتهالٍ
مَنائرُها تَميسُ مِنْ صَداها
*
فنسْمو نحوَ خلاّقٍ عَظيمٍ
كأنَّ الروحَ ألهَبَها جَواها
*
بَلغنا جَوْهرَ البُرهانِ فيها
وجِزْنا في تواظُبِنا مَداها
*
إلى سامراءَ شاقتْ روحُ صَبٍّ
تَناسَتْ عُمْرها ورَنَتْ صِباها
***
د. صادق السامرائي
11\3\2023