نصوص أدبية
قصي الشيخ عسكر: صائد الهاكر (2)
القسم الثاني
أطلق ضحكة مكبوتة أعقبتها ابتسامة صفراء مثل زهور النرجس في المنتزه التي بدأت تتلاشى منذ بدأ الدفء يدبّ:
لأنني أحبها َ
فتظرت إليه بأسف
وهل نضرب الذين نحبهم؟
قال من دون تفكير:
أمك طائشة تبدّل رأيها دائما لاتثبت على فكرة ولا وسيلة عندي لأعيدها إلى صوابها إلّا بالعنف.إنّها تدفعني لسلوك أهوج.هل اقتنعت؟.
لزمت الصمت، فقال:
ألا يحب الطفل لعبته (وتساءل من غير أن ينتظر جوابا مني)لماذا يكسرها إذن؟
بقيت صامتا واستمرّ:
ستفهم حين تكبر
هل تذهب معي
سأذهب معك إلى البيت لكن شرط ألا تكون عنيفا.
لن أذهب إلى المنزل سآخذك إلى السينما ثمّ نتعشى في أيِّ مكان ترغب.
فغادرت المسطبة متذمرّاً:
لا سأذهب إليها
هذه المرة ، قبل أن أترك المنتزه، راودتني فكرة مجنونة حقّا
من دون تردد
أغيّر طريقي
لن أهرب إلى المنتزه، أمامي قسم الشرطة، أكشف الحقيقة لهم أفضح سرّ البيت سوف يأتون ويرون الكدمات على وجه أمّي، إما أن نعيش نحن الإثنين سعيدين وقد يعود إلينا أبي أليفاً بعدما يتعهد أمام الشرطة بالتخلي عن العنف وضرب أمّي.
لكن
جاءت النتيجة على وفق أحلامي
بعض تأنيب الضمير
ولا أظنّ أنّي أخطأت
لو طاوعت أبي وذهبت معه إلى السينما ثم تعشينا خارج البيت ، لما طلع عليه الموت من مكان ما.
التقرير الطبي يقول:كان في حالة سكر شديد، سائق السيارة التي صدمته نفسه كان قد تخطّى حدود السّرعة داخل المدينة وبذلك تكون في قبضة أمّي حفنة كبيرة من المال دفعها لنا التأمين.وحسب شهادة بعض المارة إنّه كان يزعق، رآه حارسا البار الواقفان عند البوابة يندفع بجنون إلى وسط الشارع
تهوّر..
لامبالاة
لا أحد يظن أن رجلا بإرادة أبي يمكن أن ينتحر
الأدهى
أنّه إذا سَكِرّ أصبح أليفا كالحمام
وأظنّني ولا أخدع نفسي سمعته يتغنّى باسم أمّي حتّى يغفو من ثقل سكره
والأغرب
أنّي وجدت أمّي تبكي عليه بحرقة، أمّا أنا فلم أحزن كثيرا.سوف أفتقده.كان يرغب في أن يكسب صداقتي لكنني فرحت في الوقت نفسه بمبلغ التأمين الكبير.
أتابع باهتمام قضية أمي.. لعلّ أفضل صديق ينفعني بحلّ اللغز شبكة النت
لماذا بكت أمي على أبي الذي كان يضربها بقسوة ويرسم على وجنتها بكفيه الغليظنين علامات زرقاء؟
ولم تفرح بالتعويض بل فكّرت أن تتصدّق به.لا تريد أن تأكل من دم أبي، وهمّت -لولا اعتراضي -أن تتبرّع بالمال على روحه لفقراء يعيشون في الشرق البعيد أو تحفر بئرا في بلد إفريقي باسمه يسقي العطاشى.
أمنح صديقتي الشبكة كلّ المعلومات فتصل حالات تضايقني
قد تكون مقنعة غير أني أشعر بحنق منها
أكتب:
هل أحبت أمي أبي قبل الزواج؟
اللاب توب:
أمّك أحبّت أباك ثمّ اكتشفت بعد الزواج طبعه الحاد
اللاب توب يضع خطّا اخضر تحت كلمة تحبه وترى فيه ماضيها الجميل
أكتب:
هل أحب رجل آخر أمي؟
اللاب توب:
الاحتمال الآخر أمك أحبها رجلان أحدهما وسيم وآخر رجل وسيم فيه خشونة كانت تحب الآخر.. لكنّ الرجل الأقلّ وسامة هجرها، فاغتنمها أبوك فرصة لكي يحقق حبه وانتقامه
تحت كلمة هجرها خط بني وتحت يحقق انتقامه خط أحمر
أنا: هل تعلم يا صديقي أن أمّي اعتادت في جميع المناسبات المشهورة أن تزور قبر أبي وبيدها حزكة ورد بيضاء!
اللاب توب
التعليل الثالث
أمك منحت نفسها لشخص أحبته فستر عليها أبوك شرط ألا تعترض على أيّ تصرف منه
خط أحمر تحت كلمة منحت وآخر داكن تحت ستر
اعترض:
أمي مولودة في الأصل من مجتمع شرقي محافظ.
اللاب توب
هي ليست ملاكا
أسخر.. أستهزئ فاللاب توب يشعرني أنّه صديق في بعض الأحيان فأحاول أن أدفع عن شرف أمّي:
تذكرتُ أيها الصديق العزيز شيئا مهما أمي كانت تحبّ التين كثيرا والرجل الذي راودها من أمريكا اللاتينية
اللاب توب يسأل جادا بقسمات صارمة.
ماعلاقة الأمر؟
جوابي بسفاهة لا متناهية:
سميت اللاتينية ليس بها تين.
You are vile
أصمت.
اللاب توب يبعث لي علامة تعجب.لايغشني.يعرف درجة يقظتي ومهارتي في التعامل معه للمرة الأولى أسخر منه ومن نفسي وأمي والعالم.وهو يحاول أن يتفاعل مع أبعد الاحتمالات بدرجة اليقظة ذاتها التي يتعامل بها مع الاحتمالات القريبة..
أسأل باهتمام:
إلى أي احتمال أنت تميل؟
- الثاني
أغذي اللاب توب بمعلومات أخرى أخفيتها عنه:
أبي قبل الزواج كان ملاكما.عمره ست سنوات حين جاء مع والدية إلى بلد المهجر.لم يمارس أية هواية غير الملاكمة.. حصل على بطولة محلية.وكان يطمح إلى العالمية.يحلم أن يصبح مشهورا مثل محمد علي كلاي في أحد النزلات انتكس فتخلى عن أحلامه.جاءنا بوجه متورم، مزرق، ذي كدمات داكنة حتى إن والدتي خشيت أت يكون تعرض لارتجاج في المخ من قسوة الضربات..
بعد الإضافة الجديدة...
جاءت النتيجة مطابقة للاحتمال السابق وكنت أظن اللاب توب يغيّر رأيه أو يُرجع عنف أبي إلى اعتزاله هوايته المفضلة الملاكمة التي كرهها عقب هزيمته القاسية ولم يعد يتابع أخبار الملاكمة وأبطالها عبر شاشة التلفاز..
هناك أكثر من مجال أمامي
أغيب في المجال الواسع جدا الذي يمنحني أيّ شئ ماعدا البراءة فيما لو فعلته:
أتابع بريئا
أطلع في تلصصي على ملفاته، وأتساءل:
هل يمكنني أن أصبح مليونيرا؟راتبي ضخم وحياتي مرفهة.أعيش وحدي بعد وفاة أمّي، مع ذلك وجدت نفسي مثل التمساح.
كوسجا
حوتا
لا...
الحوت والكوسج لا يكمنان لفريستهما ولا يذرفان عليها الدمع بل يهاجمان بكلّ وضوح ويطاردان جهرا
أما أنا التمساح فأكمن لكلّ ما أراه غريبا...أليفا كان مثل الغزال أم متوحشا كالأسد
لحدّ الآن لم أهاجم بريئا
هناك فرق جوهري آخر بيني وبين التمساح: صورة السِّلفي التي التقطتها من الهاتف تثبت أنّي غير منفر ولا كريه...شكلي ملامحي فيها بعض الحيويّة وليست بقاسية ربما أتمتع ببعض الوسامة طولي 175 سنتمترا
لا أعتقد أَنّ هناك عيبا في صورتي
أقصد المرآة فأجدني عاديّا
أما الآن فأبدو أمام هدفي بصورة أخرى تثير القرف
أتابع الرجل البرئ المليونير
منذ أوّل خطوة يخطوها في الشبكة العنكبوتيّة
أخترقُ مستشاريه وأتتبع أرقامه السريّة فينتهي بي المطاف معه إلى أحد المصارف في سويسرا
أتحسس خيوط الضّعف
غنيّ ّ
ثروته في هذا المصرف خمسة ملايين ولعلّ له رصيدا في مصارف أخر
ماذا لوحققت ضرية لا تخيب في ربح مليون؟
أقدر أن أتجاوز إلى أكثر من هذا الرقم لكني حتى في سرقتي وانتقامي أريد أن أكون رحيما
مذهل
أين كنت من قبل عن أمثال هؤلاء؟
لن يضيره شئ
هل يضيره حين يخسر، مبلغ مليون.. أقلّ قليلا أم أكثر، يمكن أن يفقده في جلسة قمار أو سباق خيل.. لِمَ أستبعد ذلك؟
سيذهب ضحية وسيط آخر
مثلما أجيد صيدَ المخترقين أقدر أن أكون واحدا منهم
رئيسهم الذي لا يكشفه أحد
أتممت الخطّة في ثلاثة أيام
غذّيت بوهم
وحقائق
زوّرت
وتسللت
التنفيذ جاهز.. لِمَ لا أصبح مثل المتلصصين الألمان والرّوس.. على الأقل أحقّق لقب مليونير في بضع ساعات؟
وصورة السِّلفي معي وربما هي التي ذكرتني بصديقتي داليا
فلمحّت إليها
هناك مليون.. ثلاثة ملايين أي رقم.. ينتظرني
كيف؟ لم أفهم قصدك؟
تابعت أحد أصحاب الملايين
معقول!
لِمَ لا هو في قبضتي الآن!
أنت الذي أنقذتني من عملية احتيال!
وهل أنا ملاك؟
نعم أنت ملاك
صحيح؟
ملاك ملاك انت أطيب قلب
لا أريد أن أصبح جشعا خلال لحظة تمرق كالسهم
أخيب ظنّ داليا بي
الخير وحده يطاردني
التناقض في أن تأخذ بيد إنسان وتصفعه في الوقت نفسه
تحيي وتقتل
هناك إنسان يظنني لا أفعل الشّرّ
داليا هل صَدَّقت؟‘ني أمزح معك ألا تحبين المزاح؟
طبعا لا أصدّق
أعود فالغي خطتي
اذن من أجلك أنت لن أتعاطى بالشر حتى من باب المزاح
اقتربنا أكثر وأكثر
ورفع كل منا السِّتار عن نفسه أمام الآخر
كانت تستشيرني في كثيرٍ من الحالات التي تواجهها في العمل ولحياة الخاصّة
عواطفنا أيضا كبرت
تعقّدت
تشابَكَتْ
عزيزتي كيف حالك؟
انا بخير كيف أنت
أكون أكثر مرحا حين أحدثك
:الوجه المدور يزيده التماعا بريق الشاشة.يبتسم لي
حسنا اتصلت بي ٌقبل أن أخلد للنوم.
الآن انتهيت من عملي قبل دقائق!
أنا أصبحتُ مثلَك: اليوم أخبرني المدير أنّي يمكن أن عمل من اللبيت.
ذلك رائع.. ما الذي كنت تفعلينه قبل أن أتصل يك؟
أنسِّق برامج عمل الشركة ليوم غد.
جميل جدا
تساوينا اذن
أَمَّا اذا التبس عليك أمر فيمكنك الاتصال بي لأطردَ أيّ طفوليّ أو مُخترق
لكننا وان انعزلنا يمكن ان نلتقي ذات يوم
بلاشك
تصبحين بخير
قبلاتي
تصبح على خير
بعد وقت ما قد يكون بضعة أشهر أو سنة ربما أكثر سألتها:
هل لك علاقة سابقة؟
لا أدري لِمَ تمنحني الكتابة للآخر بعدا أفضل مما لو أتحدث معه بلساني وجها لوجه.عليّ أن أكون ذكيا في الاستنتاجات فليس هناك من تعابير وجه ولا حركة يد ولا نبرة لسان تساعدني ومثلما أنا عليه أجد الآخر في موضعي:
لا أنكر علاقة عابرة نعم
ماذا تقصدين بعابرة
لا تتصنع عدم الفهم
ولِمَ لا تقولين إنّه الفضول أو...
أو ماذا؟
أظنّها وهواجسي لن تخطئ هي المرأة التي أحقّق فيها رجولتي:
الغيرة
جاءت المراسلة على الشكل التالي:
نحن في بلد أوروبي متحرّر...هنا الفتاة متحررة إن لم تتخلص من عذريتها تثير قلق أهلها
قصدك هل أنا عذراء؟
أنت ذكية
بل السؤال سخيف
شكرا
أظنها تبتسم، هل احتقرت سؤالي:
لا تستغرب إذا قلت لك إني عذراء نحن شرقيون مسيحيون ربما اندفعت في مراهقتي فقبلني صديق في المدرسة لكن بقيت البكارة ترافقني هل ارتحت؟
تقصدين لن بحدث ذلك إلا من خلال الزواج؟
- نعم
- بالتأكيد
في تلك اللحظة وبعدها بأيام أو أعوام جلست أفكر.صديقي العنكبوت له شبكة واسعة تغطي الدنيا
يدخل البيوت ويتغلغل في غرف النّوم ، يعرف الأسرار والخفايا.. كنت أجده هذه المرّة في هيئة شخص مهيب.رجل في الأربعين من عمره يضع قبعة على رأسه ويرتدي ملابس متضاربة الألوان سترة سوداء وسروالا أبيض.حذاء أحمر لماع لكنه كان يسدل القبعة على عينيه ويمدّ رجليه على الكرسي المقابل لي.
هكذا كنا أنا وإياه
لم أنزعج لجلسته الرزينة العبثيّة، فهو يظهر لي -كلّما ألتقيه- بشكل آخر جديد يختلف عن الشكل الذي قبله.
أمازحه:
أنت حرباء.
فيبتسم من غير ردّ
هل يتنكّر، فهناك الكثيرون يعرفونه ولا برغب في أن يتحدّث مع أحد.
من حقي أن أسئ الظنّ بأصدقائي فقد شاهدت الكثير الكثير من الغش والخداع وأحبطت أعمالا جبارة مخيفة واصطدت حيتانا كبيرة فتّاكة
بعضها خرافيّ انقلب إلى حقيقة لا شكّ فيها
طلبت لنا آيس كريم، فرفع القمع من دون أن يحرّك القبعة إلى هامته.كانت نيتي أن أطابق صحة المعلومات التي قرأتها عن داليا مع مايقوله صديقي.دوّنت:
داليا النسور.مسيحية من الشرق.آنسه تعمل في مؤسسة النقل العامة.أمها موظفة في المطار.أبوها يعيش في أمريكا.
بدأ الفأر يرقص,الفأر المؤشر:
ماذا ترغب في أن تعرف.
أدرك جيدا أن صديقي لا ينطق إلا إذا سألته.حيادي.يمنحني المعلومات الجيدة.لن ينبهني إذا حاول هاكر أن يخترق حياتي.لكنّه ينفعني في أغلب المواقف:
ماذا ترغب في أن تعرف.
عذراء
نعم ولا.
هذا لغز؟
عذراء 80% 20% غير
بريئة؟
نعم
طماعة؟
جاء الرد:
طموحة
كتبت ثانية
تطمع
10%
باردة الأحاسيس
لا 80% 20% نعم
هل أجرت عملية ترقيع لعفتها
توقع10%
بدت السعادة تلوح على أساريري حين جاءت أجوبة الصديق المفترض مطابقة لما سمعته منها، فانسحبت من المفهى الغاص بالزبائن ومشاهد الرصيف الجميل إلى البيت، جلست أراقب المخترقين وأتابع صفقات المديرية وحركات موظفيها.تناولت غدائي على عجل.. بعض الجبن وخضار، وحين حلّ المساء طلبت من الممطعم القريب (بيتزا) بعد ربع ساعة دفعت للعامل ثمن الطعام والبخشيش ولم أتعمد النظر إلى وجهه، أغلقت االباب والتهمت طعامي على عجل ثمّ رحت أواصل عملي، قضيت اثنتي عشرة ساعة ، ثمّ جاءني طلب من السيد المدير في أن أبقى أستمرّ في الشغل لظرف طارئ يتعلق بصفقات جديدة.استلمت الرقم السري للصفقة بالهاتف النقال، تحاشيا لأيّة محاولة تلصّص وعدت أكمن وأطارد.
مازال الوقت مبكرا والسعادة تفيض من وجهي:التقطت نفسا عميقا.. إحساس بالصداع والنعاس ينتابني.جاءتني بعد ساعتين إشارة من المديريّة، فأغلقت حاسوب العمل، واضطجعت على الأريكة الطويلة في صالة الاستقبال.الوقت متأخّر قليلا. الحادية عشرة.يمكنني أن أتصل بها.المشاعر تلغي الزمن، وهناك رغية تلح.وجدتها صاحية تسهر مع النت.
داليا.
هل أنهيت عملك؟
قبل ساعات.
هناك أمر جدي أودّ أن أحدثك عنه.
طبعا لم تغامر باالسطو
الحق فكرت.موهبتي تغريني لكنني لم أرد أن أتحول إلى شيطان.
يوما عن يوم تكبر في نظري.
إذن هل تتزوّجينني.
ههه ههه
ماذا؟
ههه ههه
لِمَ تسخرين.
كنت أعرف ذلك قبل أن تنقذني من مصيبة الهاكر.
هذا ضرب من الخيال
بل الواقع
هل أنت واعية لما تقولين؟
وأصر على أني صاحية تماما ومسؤولة عمّا أقول.. !
أتأمّل قليلا:هل كانت تطاردني في غلة منّي؟
كيف كنت تعرفينني؟
إسمع هل تؤمن بالعرافة؟
لا أدري؟
إسمع قبل أن ننقذني من ورطة الهاكر بشهر زارت أمي الشرق هناك التقت عرافا مشهورا كانت تثق به قبل أن يأتي أبي بها إلى الغرب قال لها أشياء عن المستقبل وعندما رجعت سألتني هل أحب مسلما؟
هل فاجأك الخبر
ذلك الوقت لم أكن أعرفك فأجبت بالنفي
النبؤءة.. الخرافة.. الهاجس.. على وشك أن تتحقق.. خطوات بيني وبينها، فأتفق معها على موعد، وأغادر الجهاز.
ارتميت على الأريكة ، وسرعان ما غرقت في نوم عميق.لا أدري كم طالت نومتي.كأني قبلها يقيت صاحيا دهرا.حلمت أني أطير، وأستقلّ الحافلات، أركض في الشارع، أدندن مع نفسي، أعرف جميع لغات العالم، اخترق الجدران
سوبرمان..
لاحدود لقوتي التي مارستها في شبكة العنكبوت
وحين صحوت، بعثت رسالة إلى السيد المدير أخبره أني مريض ولن أقدر على العمل اليوم.
من حسن حظي أني تآلفت مع الشارع في الحلم
قبل الحلم راودتني شجاعة مذهلة في أن أحدد لقاءنا في مكان آخر غير منزلي أو مكانها.. هي المرّة الأولى التي أخرج فيها بعد أن مارست عملي الوظيفي من البيت.
***
رواية جيب
د. قصي الشيخ عسكر