نصوص أدبية
زياد السامرائي: قد نسكر مرةً
إلى صديقٍ، أيقظ الفرح الحزين
لم نلتق، وما زلنا، منذ أربعة عقود
قيس لطيف
***
وأنا أقرأ أو أكتبُ في خيالي البعيد
كنتُ أريد أن يقتربَ مني ذلك الزمن
أن أمسكَ اللحظات وهي تتهاوى أعالي الروح
أن أمسكَ بيد ذاكرتي لتتفتّق شقوقها، تشتعلُ فيها الدموع
تتفتّح أبوابها العصيّة على كل آه ذُرفتْ
أسقي بها ذلك الصدى، وتلك الحجارة الصماء
تبوحُ لي عمّا غاب واندثر
كأصوات الظلمة حين يتسربلُ في طياتها دعاء
تبحثُ عن فم المدينة الذي ابتلع مصائرنا
وشحّ في عروقها الياسمين
نامتِ المدينة، وبقي الصمت يطوّح هذي الأعمار
وكلما صنعَ لي الضوء نافذة،
تُقرّبُ المجازات والاستعارات ما يشاء الرب مني،
أستكين
رويدا رويدا..
قلتُ : إذ كان طيفكَ عليّ يمرُّ ويتّسع
يوقظُ صباح الغرفة،
يقلّبُ الجرح
يخشى المكان نفسه من أعجب الذكريات
لِما باب بيتنا القديم دافئا ما يزال!
لِما الحروب سيّجتْ كلامنا وجوعنا سنوات!
**
اقتربتْ شاشة العرض الآن
وانمحى عنها السراب..
حاولتُ أن أجدكَ في المشهدِ
أو أجد المشهد فيك
لكنّي متراكما ما زلت في حبال الوهم المتراصفة
هي تنفلتُ مني، بل انفلتُ أنا منها صوبكَ
لتصحو نار العناق المؤجلة لأربعة عقود
شققن الدروب والغناء والكتب والهجرة والعناد
فلا تبكِ يا صديق و يا حبيب
فقد نضجتْ قهوة الصباح
والشِعر دمدم، أينع بما نشتهي
أو قد نسكر به مرّة .
فأطلق عصفورك في فضائهِ..
آه ..... لا تؤاخذني بما نسيتُ
الفضاء ورقة !
***
زياد السامرائي