نصوص أدبية
صبيحة شبر: افشوا السلام
عانق صديقته مرحبا بها قائلا:
- الترحيب بالاصدقاء واجب
ولم تعلق هي، ومرت كل اقواله وتصرفاته دون ان تبدي رأي مخالفا لما وصلها منه.
لم تجد الرغبة في مناقشته فقد مضت الحياة بهما هو يقول ما يتعقد انه صحيح، تعبت هي من صراخه واقواله المتكررة انها دائما مخطئة وانها بعيدة عن الصواب ولا تعرف ان تتصرف التصرف اللائق ولا يمكن ان تتخذ منه قدوة في صحة الأقوال والأفعال، سنين العمر التي مضت سريعا وخلت من كل ما يبهج القلب عودتها دائما ان تكتفي بالصمت ولكن هذا ايضا لم يرضه:
- لماذا تصمتين؟ أليس عندك ما تقولينه؟
لم تجد ما تقوله ككل المناقشات معه هو المتحدث دائما وهي الصامتة، وككل مرة يتحدث اليها معنفا تتذكر كل تلك المناسبات التي كان يحثها فيها على عدم رد السلام :
- المراة في مجتمعنا لايمكن ان ترد السلام هو عيب كبير
- وهي تود ان تحيا بسلام وهدوء لا يعكر صفو حياتها صراخ او تعنيف وكل جاراتها يرددن السلام ويحيين كل الجيران والجارات باحس ما يكون السلام الا هي تكون كالبكماء التي لا تحسن شيئا وهذا الذي يسمونه زوجا يقودها الى حيث يشاء حتى لو بدت مخلوقة لا رجاء فيها ولا تحسن شيئا ولا يمكن ان تتغير نحو الأفضل كبقية خلق الله .
قلت لك مرارا اننا مجتمع محافظ وانه من المعيب جدا ان تردي السلام حتى لو كان البادئ بالتحية جارا
- لكنني اجد كل الجارات يسلمن الاا انأ ابقى صامتة حين يحييني جار قريب منا يزورك باستمرار.
- لا تجادليني اجد عندك هذه الايام رغبة في مجادلتي انت ليس مثلي انا رجل اعمل ما أشاء وانصرف كما يحلو لي وأنت امرأة كلها عيوب يراقبها المجتمع ويحكم على تصرفاتها مهما تكون وانا لا اريد ان تكوني مضغة في أفواههم، اقول لك لا تردي السلام وهذا يعني الا تكوني انت البادئة بالسلام حتى لو كان على احد من جيراننا المقربين .
- ومنظره يعانق صديقته ما زال يؤرقها ويسلبها الراحة ويبعد عنها الطمأنينة وعنده العديد من الصديقات والأصدقاء يسهرون معا ولا تفترب منهم، تحضر لهم كل ما يلزم سهرتهم دون ان تشاركهم الجلوس ومرة واحدة اقترح احد اصدقائه :
- لماذا لا تجلسين معنا نحن أصدقاء زوجك وصديقاته واصدقاؤك ايضا نوال زوجتي تطلب مني ان ادعوك ان تشاركينا سهرتنا، حرام ان تتعبي في تحضير لوازم السهرة وفي طبخ العشاء دون ان تجلسي معنا .
- تسمع صوت المدعو زوجها
- اذهبي بسرعة عندك عمل في الصباح ولا تسهري معنا، وفي الصباح اغسلي الصحون التي تركناها على المائدة .
تصمت هي ولا ترد على اقتراح الصديق او أوامر الزوج، تسير وحيدة محبطة دون ان تتمكن من النوم، تنتظر ان ينتهي القوم من السهرة وتناول العشاء لتتمكن من ترتيب الصالة وغسل الصحون والتهيؤ للدوام صباح الغد. ويأتيها صوت الزوج معنفا:
- هل اشتكيت لصديقي صلاح؟ لماذا اصر على مشاركتك سهرتنا؟
***
صبيحة شبر
18 شباط 2023