نصوص أدبية
وفاء كريم: و يسألونك..
ويسألونك
عن القصيدة
حين تتآمر عليك
وتترك للظل بابا مفتوحا
وانت تدفع
فواتير الكلام بانتظام
من دمك
ومن لحمك
ومن عرق يسيل
من يومك..
وكيف تترك الغياب
يسرج لك حصان الوقت..
وهل كان
سريعا بما يكفي..
ليصل بك الى
سدرة المنتهى..
هل كان صبورا بما يكفي
ليتحمل اثقال لغة
تنصب له في كل زاوية أفخاخ
الإستعارات
وترهقه بفواصل
طويلة
من الصمت..
ويسألونك عن الليل..
كيف كان
يمر..
وليس هناك ما يكفي
من الأحلام..
تضيئ الفصول
المعتمة..
وكيف كنت تنام
وتغمض عينيك
عن أسئلة تصرخ
جوعا
بلا إنقطاع.. و
تزعج هدوء الكتب
على رفوف المكتبات
ويسألونك..
عن
سرب الأغنيات
المسجونة
التي كنت تطلقها
كل مساء
لتطير من غابة
حزن الى أخرى
هاربة من عتمة الأسماء
ثم تلاحقها
لتعيدها
الى فم النايات
كل صباح
وكيف كان البرد
يأكل أصابعك
وليس في جيبك
أمنية واحدة
تصلح لإشعال
مدفئة..
قل..
سأترك للغياب
غرفتي.. وخزانة ملابسي
وطاولتي..
وفنجان قهوة يفيض برائحة
الأرق..
وأغادر
الزمن الذي
ينتظرني
على بعد
موت واحد..
قل..
لا تنتظروا مني أغنية
حين يتفاقم
العويل داخل راسي..
قل..
لن أدخل في جدال
مع حروفي
حتى لو اجتمعت
لتقيم علي الحد
لن ألزمها طاعتي
لن ألزمها تبرئتي
انا عارية امام حروفي
فلتكن معي
او مع ظلي
لا يهم.. فربما اجد بابا
للخروج من
لعنة الأسماء
حين تناديني
الى موتي
الاخير
بإسم جديد..
قل..
ربما أجد ظلا يشبهني و انا أسير
على الرمال الساخنة..
حاملة عطشي
بين يدي
قد يشبهني
السراب قليلا
حين يغوص وجهي
في المرايا
هو مثلي..
لم تبعثر الألوان ملامحه..
هو أيضا يحمل جينات
الحزن الوراثية..
هو أيضا مثلي.. يشبهه
الماء.. ولم تعتصره
غيمة..
ولم تلده أعاصير..
ولم تنفخ في روحه
الرياح..
يشبهني السراب
ينام و يصحو على
ظمإ..
يأكل ظمأ
يشرب ظمأ..
هو الذي يحمل دوما على ظهره
خطيئة خيال جاف
لم يلد و لم يولد..
قل..
او لا تقل..
دع الكلام يمضي كما جاء ثقيلا..
سأراقص الوهم طويلا
وأختال بخيبتي
وينتهي ظلي
قتيلا..
***
بقلم: وفاء كريم