نصوص أدبية
بن يونس ماجن: لا احد يراني
ادمنت على افيون الشعر
وتهت بين ادغال القوافي
الملتفة الامواج والبحور
وصرت كغراب على الاطلال
اندب حظي
لا احد يراني
بين خطوط الكف
ورسم الكلمات
وشظايا فنجان مهشم
*
وفي صحبة الالم
امشي مبتور القدمين
اراوغ الارصفة
وازقة الضباب
ودهاليز الايام الطائشة
*
اتهرب من ظلي
فيذهب معي الى كل مكان
اختفي وراء شجرة
فتشي بي غصونها
الى اشعة الشمس
*
كل مرايا الدنيا
تفر من وجهي
وانا عائد في آخر الليل
لفت نظري قط جريح
كان يتضور جوعا
تحت انقاض
بيوت مقصوفة
*
في حديقة الشعراء المنبوذين
رأيت الفيلة ترقص على جثة الاسد
والذباب يسخر من الفريسة
ويتأفف من عفونتها
*
منذ ذلك الوقت
ولغاية الآن
لا فرق ان اكون ولا اكون
هذا الرهان الخاسر
الذي لا يزاحمني فيه احد
*
تجاعيد عميقة
تربض على وجهي
وملامحي البوهيمية
ظاهرة للعيان
فلم ينتبه الي احد
دون ان اعرف السبب
*
لا غبار اليوم
على شعراء الامس
طالما بحثوا عن قافية جديدة
في بحر من بحور الفراهيدي
عبثا يبحرون بمراكب بلا اشرعة
*
المنافي القاسية
الرابضة بين الجمر والرماد
تحثني وتجذبني
فكيف الوصول اليها
والامواج الصاخبة
تعج بالمجاذيف و قوارب الموت
وجثث بلا اطواق النجاة
*
فليس عجبا
ان يتجاهلني الهدهد
وأما الببغاوات فمآلها الزوال
*
واذا لم يراني احد
فاللوم يقع على نسيج العنكبوت
وخيوط الشمس والغربال
***
بن يونس ماجن