نصوص أدبية
ضرغام عباس: اخر رجال الصحراء
في البدءِ كان راعٍ
عصًا خشبيةً و لباسًا ممزقًا
لم يكن سوى طفلٍ يُرعى، كما تُرعى
إبلٌ في الصحراء.
حلواهُ أن يفترش ظهر نعجةٍ حين يغلبهُ النعاس
حلواهُ أن يظل هكذا أُميًّا، تحت عباءة الغُبار.
فجأةً خرَّ ضبابٌ فوق رأسه
قُم، ابحث، ظلامٌ ينتظر ..
كان المجهول.
فجأةً خرَّ دمٌ فوق كتفه
لا تستدر، لا تتبع، غنمٌ يتبع ..
كان السيف.
فجأةً خرَّ حريرٌ فوق جسده
تمتع، راوغ، أمةٌ شِحاذة ..
كانت النقود.
هكذا و فجأةً، خرَّ كل شيءٍ تحت قدميه
مطرًا، سهامًا، صخورًا و تلال.
خرَّ العقلُ من الاعالي إلى الاعماق !
هكذا و فجأةً، خُلِقَ المستقبل .
لا يجيءُ من الظلمةِ سوى الظلام
ومن الخوفِ تُولدُ العبيد.
وحده السراب - هذا القويُّ كطفلٍ متوحش
راح يرقصُ كالارنب
حتى لا ينبت العشبُ تحت قدمه.
***
ضرغام عباس