أخبار ثقافية
ضَاجٌّ بِطَوَارِقِ اللَّيْلِ سَدِيمُ العَدَمِ للشاعر خليل الوافي

"خَلِيل الوَافِي".. شَاعِرٌ يَكْتُبُ بِحِبْرِ اللَّيْلِ، وَيَتَرَصَّدُ طَلاَئِعَ الكَوَاكِبِ
صَدرَ لِلشَّاعِرِ المَغْرِبِي: خَلِيل الوَافِي كِتَابٌ شِعْرِيٌّ، يَحْمِلُ عُنْوَان: "ضَاجٌّ بِطَوَارِقِ اللَّيْلِ سَدِيمُ العَدَمِ"، وَهُوَ المُنْجَزُ الخَامِسُ لِلْكَاتِبِ، فِي اِنْتِظَارِ صًدُورُ الجُزْءُ الثَّانِي لِ"حَيِّ بِنُ يَقَظَانَ: المُتَدَبِّرُ الَّذِي تَعَلَّمِ أَسْمَاءَ كُل"ِ شَيْءٍ"، وَهُوَ مِنْ ضِمْنِ الأَعْمَالِ الشِّعْرِيَّةِ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَيْهَا دَارُ فَضَاءَاتِ لِلنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ الأُرْدُنِيَةِ.
الكِتَابُ عِبَارَةٌ عَنْ نَصٍّ وَاحِدٍ، اْمْتَدَّتْ صَفَحَاتُهُ الَّتِي قَارَبَتْ نَحْوَ (430) صَفَحَة، مِنَ الحَجْمِ المُتَوَسِّطِ.
قِرَاءَةُ النَّصِّ تَمْنَحُ القَارِئَ الفَطِنَ رُؤْيَةً عَمِيقَةً لِمَا تُضْمِرُهُ الذَّاتُ الشَّاعِرَةُ مِنْ دَلاَلاَتٍ وَمَعَانٍ، لاَ يُمْكِنُ القَبْضُ عَلَيْهَا إِلاَّ بِالتَّسَلُّحِ بِآلِيَاتِ البَحْثِ فِي أَغْوَارِ الدَّوَاخِلِ الإِنْسَانِيَّةِ...
وَهَذَا مَقْطَعٌ مِنْ نَصِّ الكِتَابِ:
قَلَقٌ
يَقْتَحِمُ سَدِيمَ العَدَمِ،
أَوْ طَارِقٌ عَاكِفٌ فِي فَلَكِ السُّرَى،
فَأَنَا المُنْغَمِسُ فِي غَبَشِ السَّقِيفَةِ،
كُنْتُ أَتَحَلَّى بِحِلْمِ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ.
*
نَاهَزَ الطَّسَمُ مُنْتَهَاهُ،
وَلَمْ يَأْتِ الشُّعَاعُ المُشْرَعُ بِأَمَلِ الضَّوْءِ،
وَقَدْ بَدَا خَجُولاً مِنْ نَفْسِهِ، مِثْلَمَا هُوَ حَيَاءُ الخَرِيضَةِ،
وَهِيَ تَرْمُقُ شَبَابَ القَرْيَةِ المَنْسِيَّةِ.
*
غَرَبَتِ البُسْرَةُ فِي ثُغُورِ البَهِيمِ، وَرَاحَ المَدَى يَتَمَادَى فِي صَخَبِ ضَبَابِهِ،
وَشَرَعَ الأُفُقُ الضَّرِيرُ يَرْعَى فَرَاغَ الخَوَاءِ المُطْلَقِ.
*
طَالَمَا الغَيْطُولُ طَالَ، مَضَى البَرْقُ يَتَحَرَّى عَنْ بَهَاءِ المِشْكَاةِ،
فِي مَجْمَعِ المَيَاسِينِ الحَيَارَى، وَمَا فَتِئَتْ أَشْجَارُ الخَرُّوبِ شَاحِبَةً،
فِي طَقْسِ البَلَقِ الكَفِيفِ، حَيْثُ نُحَاطٌ مُرِيبٌ يَرْشَحُ بِهَمْسِ نَحِيبِهِ القُرْمُزِيِّ،
وَيَنْتَقِي حُرُوفَ الأَنْوَارِ مِنْ أَغْوَارِ الجِرْمِ السَّائِرِ.
*
هَا هِي
المَهَاةُ تَتْرُكُ العَوْهَقَ وَحِيداً،
وَالبَاحُورُ فِي آفَاقِهِ يَرْمِي نَرْدَ المَجَرَّاتِ،
وَيُطَالِعُ طَلاَئِعَ الطَّوَالِعِ الخَاسِئَةِ،
عَلَى مَدَارِ النَّهَابِرِ.