أخبار ثقافية

أنوريكسيا.. جديد الشاعرة الجزائرية صليحة نعيجة

تسجل الشاعرة صليحة نعيجة حضورها هذا الموسم الأدبي بمجموعة جديدة لافتة العنوان "انوريكسيا" يقول عنوانها الكثير ويحمل الكثير من التأويلات بحكم ان المصطلح علمي وطبي بالأساس ويقصد به " فقدان الشهية. وهو اضطراب عصبي وذهني اسااسا فما الذي كانت تعنيه الشاعرة من هذا العنوان؟

انوريكسيا " هو المجموعة الشعرية السادسة للشاعرة صليحة نعيجة عن دار خيال للنشر والترجمة والتوزيع وتقع المجموعة في 76 صفحة

من عناوين نصوص المجموعة البرد /حبذا / خواء / طيف / صوب الربوة عند زفرة العربي الأخير / زحام / الغرباء /البورتريه /تبرير

اين تسافر الملائكة؟/ ارض الله /العار / الكراسي الفارغة / مواسم الحنين / تحدي / فلسفة

نلاحظ ان الشاعرة تعمدت شح العناوين او العناوين المقتضبة هاته المرة وكانها فقدت شهية الكلام وهو ما يفسره العنوان

عن شح العنوان عكس عناوين مجاميعها السابقة على غرار "زمن لانهيار البلاهة وعهد قيصر " و" لماذا يحن الغروب الي؟ " و" ما لم أبكم به لكم " إلى الأقل اقتضابا مجموعتها «الذاكرة الحزينة" و" حارسة الجمر " الصادرة من سنتتين 2022

تعود صليحة نعيجة بعنوان يحيل إلى فتور الروح واللغة والإنسانة فلخصت الحالة الإنسانية واللغوية والشعرية بفقدان الشهية عنوانا يختصر الكثير من الكلام . فهل يعبر هذا العنوان عنها؟

ما الذي تعنيه الشاعرة وما الذي ترمي اليه وما الذى قالته وما الذي لم تقله في مجاميعها السابقة؟

هل تغيرت طقوس الكتابة ام أنضجتها التجارب السابقة؟

هل هو وعي الشاعرة المثخنة بجراح الأمة وقضايا الإنسان فهل سجلت مواقفها ككل مرة وهل انهمرت بالكلام لإنصاف طوفان الأقصى والقضية الفلسطينية؟

هل تراها على قيد ولائها للروح العربية تؤرخ نبضها العاشق للأطلال والمدن العتيقة والعريقة؟

بالمجموعة برد وحبذا للتمني وبورتريهات الشاعر الذي تتمناه سوطا يضرب باللغة رسولا للقضايا ووسيطا بين المجتمع والنخبة والسلطة.

ونصوص تناهض فيها ما يحدث بالأرض المحتلة سجلت "العار" و" الاعداء" وتساءلت كثيرا أين يذهب الملائكة؟

بالمجموعة عطش إنساني ويأس واضح وغربة واغتراب عن هذا العالم الملطخ بالدماء افقدها شهية الكلام والحياة وتتضح الغربة جلية فلم تتأقلم بعد مع الإنسان الجديد لم تواكب منطقه الامبريالي المتوحش للشاعرة ما يؤثث نصوصها حنينا وإرثا إنسانيا / تاريخيا / قوميا /عربيا

 لا تفلت الشاعرة رغم المواضيع ولا تخون لغتها الشعرية وكثافة الصورة كعادتها.

***

 

في المثقف اليوم