تقارير وتحقيقات
الاحتفال باليوم العالمي للاخوة الإنسانية بماركيرا
تم الاحتفال اليوم بماركيرا البندقية بتخليد الذكرى الأولى لتوقيع الوثيقة التاريخية بين كل من البابا سان فرانسيسكو وامام الازهر احمد الطيب حول: "الاخوة الإنسانية من اجل السلام العالمي والتعايش السلمي" التي وقعت 4 فبراير 2019. هي اتفاقية من اجل التعايش بين الشعوب تأسست على الحوار بين الاديان.
بعد اشهر قليلة، تحديدا صيف 2019، قدمت اللجنة العليا للمجلس البابوي للحوار بين الأديان المكون من أعضاء مسلمين ومسيحيين ويهود طلبا للأمم المتحدة لجعل اليوم 4 فبراير اليوم العالمي للاخوة الإنسانية يجب الاحتفاء به كل سنة.
تنبه بعض الأشخاص في البندقية الى أهمية هذه الوثيقة وضرورة تفعيلها. مما تمخض عنه تكون مجموعة: "الاخوة الإسلامية/المسيحية" بماركيرا بقيادة كل من دون نادينو كابوفيلا Don Nandino Capovilla وامام مسجد ماركيرا السيد حماد.
وللاحتفال بالعيد الميلاد الأول للوثيقة حول الاخوة الإنسانية، اقترحت المجموعة لقاء مع تلاميذ بعض ثانويات ميستري والبندقية صباح 4 فبراير 2020، وقد كان اللقاء مع الانتروبولوجية الإيطالية باولا كاندولفي التي صرحت قائلة: : "انطلق المختبر من فكرة نقل منظور كل من الحقل الديني والاخوة بين الإسلام والمسيحية الى الحقل الانتروبولوجي٫ حيث آن الفكرة تاسست على اعتبار الاخوة انتماء للاسرة الإنسانية الكبيرة وبالتالي فالضرورة ملحة للتفكير في المهاجرين وطالبي اللجوء كاشخاص وكاجناس بشرية انسانية. فوصولهم باجسادهم وارواحهم الى الضفة الآخرى من البحر يعبر عن انسانيتهم ويسائلوننا عن انسانيتنا ووقفنا بعدها على ما يهم حياتهم اليومية التي تعتبر تعددا ينم عن معطى الوعي والتعايش بين المهاجرين واولاد المهاجرين حيث ان المدرسة تجمع خليطا من الشعوب المختلفة من أولاد المهاجرين الذين حكوا عن قصص العنصرية والتمييز العنصري اليومي الذي يتم مصادفته في الحياة المعيشية في مختلف الأماكن.
تم الربط بين فكرة الاخوة وفكرة الإنسانية واشتغلنا على مفهوم التعددية التي تطبع اليوم مجتمعنا وحياتنا اليومية، التي قد تكون ثقافية او لسانية او دينية ومحور اللقاء كان هو محاولة الجمع بطريقة آو باخرى بين ضرورة عدم جعل الاختلاف مطلقا باي شكل من الاشكال ومحاولة انتاج علاقات واعتبار الاختلاف معطى إنسانيا. انطلقنا من صورة السيد من مسجد بتونس باعتباره معطى فنيا مفتوحا على كل الثقافات ومن الاية القرانية "ان خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم" ومن كتاب "الاخوة المهاجرين" لكاتبه Patrick Chamoiseau ، كتاب مزج فيه الكاتب بين البساطة واللغة الشعرية لينقل المعاناة اليومية للمهاجرين وينادي من خلال عمله هذا الى ضرورة إعطاء الحق لكل انسان في الأمان وفي الاعتراف بحقه في اللجوء، كل هذا من اجل الوصول الى الجانب الانتروبولوجي الذي يقف عند الحالة والكرامة الانسانية التي يجب احترامه من خلال تفعيل ما جاءت به وثيقة الاخوة الإنسانية للحوار بين الاديان".و في المساء، تم تنظيم اللقاء التاريخي بين البطريرك سان فرانسيسكو موراليا والامام همام رئيس الجالية المسلمة بالبندقية اللذان التقيا من قبل في كنيسة سان بيو بماركيرا ليعرجا بعدها الى مسجد شارع مونتزاني.
وقد صرح البطريرك دون نادينو كابوفيلا قائلا:" بدا اليوم العالمي للاخوة بين الأديان بين مئتي تلميذ من مختلف الثانويات بالبندقية. الامر لا يقف عند امام وبطريرك بل تعداه ليضم عدة شباب انصتوا لشهادات شباب اخر: احمد، اليزا، حصاتو الذين انضموا لمجموعة الاخوة الإسلامية/ المسيحية لماركيرا. ،هم من سلم الوثيقة التاريخية عن الاخوة الإنسانية التي أمضاها كل من البابا وشيخ الازهر لاثنى عشر قسم.
وقد ترجمت الاغنية النهائية التي غناها شباب طومازيو "لم تفعلوا لي شيئا" الحياة اليومية لهذه الوثيقة.
اختتم اللقاء بعناق حار بين الشباب غنوا فيه اغنية: "حياتنا تتجاوز حروبكم العديمة الفائدة، هناك من يضع الصليب وهناك من يصلي فوق السجاد، انها أبواب منفصلة لبيت واحد، هذا حتما ما يامله ملايين الأشخاص".
زينب سعيد