حوارات عامة

راضي المترفي يحاور الشاعر منذ عبد الحر

- جدي عباس هو الذي اطلق اسم.. عبد الحر

- اقرب الصفات إلى قلبي هي صفة الشاعر

- البداية كانت مع الحكايات المسلية من والدتي

- المعارك التي فيها فروسية ادخلها بشجاعة

- الحياء صفة نبيلة محببة وانا اتمتع بهذه الصفة

***

* اسم ربما يتجاهله قارئ او حتى يجهله في هذا الزمن الذي اتصف بكثرة النوافذ التي تطل على عموم الثقافات في العالم وليس هنا فقط لكن ان يتجاهله متأدب او يدعي الثقافة فهذا محال لأن من يعاني الهم الثقافي تكون القراءة أولى المهام له ومعلوم ان من لا يجد منذر في القصة القصيرة سيجده في الشعر ومن لا يعثر عليه في كليهما فإنه حتما يجده في الصحافة عموما والادبية منها خصوصا وفوق كل هذا فهو غالبا مايتبوأ موقعاً هاماً في إدارة اتحاد الأدباء في أغلب الدورات..

إذاً هل يعذر اديب لا يعرف منذر عبد الحر الإنسان الودود والحامل لطيبة اهل البصرة مهما ابتعد عنها مكانيا؟

الجواب.. لا اظن

وعليه تعالوا معي لنكشف ما يخفي منذر عبد الحر في داخله من ادب وثقافة ومحبة..

* قبل كل شيء اطلب منك حل اشكالية اسم والدك والتناقض الموجود فيها وهو عبد نقيض حر فكيف أصبح الاسم يجمع النقيضين (عبد الحر)؟.

- اولا لابد لي من توجيه الشكر الخالص لحضرتك وانت تدخل القلب من اول حرف، لأن في اطلالتك محبة وصدقا وجمالا وصراحة، ثانيا ان جدي عباس هو الذي أطلق اسم عبد الحر على والدي، وايضا علي انا، فجدي كان ذا اطلاع وثقافة ويجيد أكثر من لغة، لذلك ياتي اختياره للأسماء مقصودا، ومنها عبد... الحر الذي جمع النقيضين في واقع مجتمع كان يضج بالتناقصات آنذاك؟.

* كيف توفق بين ثلاثة ضرائر.. الصحافة.. القصة.. الشعر ومن هي اقربهن إلى قلبك؟.

- أقرب الصفات إلى قلبي صفة الشاعر، لأنها تعني لي هذا السر العجيب الذي لا أدري متى يتلبسني والذي اسمه الشعر، فهو الابهى والأجمل والاعمق في حياتي، اما السرد فله مقوماته وعوالمه وشخوصه الذين اتسلى معهم وانا ابني الشخصيات وابث فيها تأملاتي وافكاري وفصول ذاكرتي، وتبقى الصحافة مهنة أجد فيها شاغلا إنسانيًا وثقافيا وإعلاميا يساعدني في التفاعل مع الناس في المجتمع ومع الأحداث والقضايا بلغة بسيطة معبرة بشكل مباشر عما اريد

* صف لنا كيف كانت البداية ومع من؟.

- البداية كانت مع الحكايات المسلية من والدتي التي كنت انام في حظنها قبل أن تنتهي الحكاية التي تسردها لي بأسلوب شيق محبب، جعلني أسعى لمعرفة المزيد فبدات القراءة مبكرا، وكتبت خواطر بسيطة كنت اشعر معها دائما بأنها تشبه الدندنة، الأمر الذي شجعني على التعلق بالشعر وخصوصا القصائد الحماسية التي ارتبطت بعنترة بن شداد الذي عرفت قصته كاسطورة مثيرة، ثم واصلت القراءة بنهم حتى بدأت الكتابة المقبولة للنصوص الشعرية الموزونة حيث كنت مع ثلة من أروع الأصدقاء الذين يتعاطون الشعر وكأنه الغذاء الروحي اليومي، وبعد عدد من المحاولات تجرات على نشر اول نص لي في مجلة الوان اللبنانية عام١٩٧٩ وكان عمري آنذاك ١٨ عاما.

* ابتسامتك الدائمة هل هي ثقة بالنفس.. جينات موروثة.. او انك ترسم مظهراً خارجيا لك ليعتاده الاخرون؟.

- ابتسامتي الدائمة، لا اتكلفها ابدا، فالحياة التي عشتها كانت حياة في معظمها مريرة، لذلك أشعر بالفرح وانا أشعر بأنني مازلت على قيد الحياة رغم الميتات التي تعرضت لها، هذا اولا، اما ثانيا فهو احساسي بقيمة الآخر مهما كان، فما ذنب من تلتقي به بمعاناتك، إذن عليك ان تستقبل الجميع بابتسامة تلخص كل ابعاد علاقاتك الإنسانية مع الآخرين

* في معارك الاتحاد الكلامية انت اما تلتزم الصمت او الحياد علما انك تمثل الطرفين فهل انت توفيقي تحاول ارضاء جميع الأطراف؟.. او انها سياسة للنأي بنفسك عن المشاكل والاختلاف مع الاخر؟

- ابدا والله انا لست حياديا او توفيقيا، لكن المعارك التي تاخذ جانب الفروسية ادخلها بشجاعة الفرسان وادافع فيها عن ثوابتي، اما بعض التهم والادعاءات والثرثرة فلا ازج نفسي فيها، اولا لأنها ضياع وقت وثانيا فإنها تستنزفني، وثالثا ان الدخول فيها كالنزول في مستنقع، لأن أكثر الذي يحصل لايمثل نقدا بنّاء بل تهم باطلة لا دليل عليها، ولو كانت هناك اعتراضات حقيقية وحوار هادف لتجدني اول المشاركين فيه

* اين يجد منذر عبد الحر نفسه؟.

- أجد نفسي في الطمأنينة التي احصل عليها من صدقي مع ذاتي وعائلتي ومجتمعي ومع ما أقدمه ساعيا لارضاء الله اولا وارضاء ضميري وهذا هو المهم

* هل تحصل على مردود مادي من عملك الصحفي؟.

- العمل الصحفي الآن مردوده المادي لا يسد ابسط الحاجات بسبب طبيعة العمل الراهنة إثر التطورات التكنولوجية وأساليب العمل الجديدة، لذلك اعمل في أعمال تسندني كي اوفر حياة آمنة لي ولعائلتي

- هل تحب المشاكسة في الأدب؟-

- نعم، المشاكسة مهمة في الأدب شرط ان تنتج عن وعي ودراية ومهارة وثقافة رصينة فهي المحرك؛ المحبب في الساحة الأدبية

* لمن تكتب ومن هم قراؤك؟.

- صدقني لا اؤمن بقراء من الوسط الأدبي إلا نادرا، لاني فوجئت أكثر من مرة بأن القراء الحقيقيين هم البعيدون عن الوسط الثقافي، الذين يتعايشون مع النص بعيدا عن معرفتهم شخص المؤلف، وقد ادهشني قراء راسلوني وهم قد هضموا تجربتي بعمق جعلني أشعر بمسؤولية الكتابة بجدية وحرص من اجلهم واحتراما لهم

* من هو صديقك الذي تصارحه بكل مكنونات روحك وبماذا يختلف عنك؟.

- منذر عبد الحر

* يقول البعض ان مردودات الاتحاد أكثر من احتياجه ومصروفاته.. ماذا تقول انت باعتبارك مطلع؟.

- الاتحاد واضح جدا في ميزانيته، فالموارد واضحة وهي من اشتراكات المنتسبين وحصة كلية اليرموك وايجار بعض المحلات وايضا النادي الثقافي والاجتماعي، هذه الموارد تنظم في ميزانية في كل عام وتنفق تحت إشراف لجان مختصة دقيقة، وثق أيها الحبيب لا ينفق دينار واحد من هذه الميزانية بغير محله، وللعلم فقد ذهبنا نحن للرقابة المالية من أجل سلامة موقفنا للإشراف المالي المباشر على مواردنا ونفقاتنا، وهذه سابقة لم تقدم عليها أي مؤسسة او جهة أخرى، بشهادة الرقابة المالية نفسها..

* إلى أين ذهبت الايام بحبك الأول؟

- الحب الاول يبقى في الروح، لأن فيه كل حرارة المشاعر وصدقها وعفويتها، لذلك فإن الحب الاول باقٍ مع العمر مهما حصل في ربوع القلب والعقل

* هناك فرق بين الحياء وبين الخجل واحيانا يصنف الخجل على انه ضعف في حين يصنف الحياء دائما على انه خلق.. انا اظن انك حيي لكن اريد جوابا عن الخجل؟.

- الحياء صفة نبيلة محببة، واظن انني اتمتع بهذه الصفة التي لازمتني منذ طفولتي وحتى الآن، اما الخجل فاظنه هاجسا نفسيا يرتبط بعدم الثقة بالنفس او التردد، وانا اشكر تشخيصك لي واشكر لك هذه الاطلالة الجميلة، مع محبتي وتقديري

* لم يحدث معي في السابق ان تولد الفكرة والاسئلة لحوار مهما كان نوعه في ساعة واحدة وتاتي الاجوبة والايضاحات في نفس تلك الساعة الجميلة ومن دون تقاعس او مماطلة واعتذار بسبب الانشغالات وضيق الوقت وهذا مايحسب للأخ والزميل الشاعر الكاتب الصحفي منذر عبد الحر فشكر له على دماثة خلقه وسرعة استجابته وصراحته وصدق اجوبته

***

حاوره: راضي المترفي

 

في المثقف اليوم