روافد أدبية
باقر الموسوي: إلى أبي غَيلان
ماتَ الغريب
وعينه صوب العراق
وأَبى الله أَن يبقى البهي العجيب.
*
لهثت سماء جيكور بالرعود "هو لن يعود"
ويصرخُ سندباد بصوته المخمور " اما تعود"
(فيجيب حفار القبور هو لن يعود)
*
نقش على جبين الكواكب أسمَ "لُباب"
وملأ ديوان شعره حروف العذاب
تنهدت السطور
لُباب لُباب
وأضاع الزمان البهيم
أراه قد سار نحو القبر أليماً
أترينهُ يالُباب
كيف يسير سَقِيماً؟
هو قتيل الهوى على مقلتيكِ
يبكي ويقذف حلمه المنهار في كفيكِ
(ولْتمنحي الجسدَ المعذّبَ راحةً،
والحلقَ قطرةً
ولْتمسحي بالسِّدْرِ جبهتَهُ،
وبالأعشابِ صدرَهْ)
هو عشيقكِ الذي ذاب في الغناء
هو الضامى الذي يرتوي من ثغر العزاء
*
والعاشقات العذارى يحملن القوافي
بأحضانهن
وفؤادهن يشهقُ بنغم حزين
*
ترنمت عشتار بأنشودة المطر
وانهمرت دموع فينوس
بالمطر
مطر
مطر
*
(بُويب ... يا بُويبْ)
عم الغروب
وتوحشت جيكور بالدجى
يا نهر جيكور الحزين
سما لكَ التوق والحنين
كيف أنام
وقد أشتد بي الرجام
وأنمحى من فمي حلو الطعام
كيف المنام وقد أعدمَ صوتي بالخطام
وأحتضنتي اللحود حتى تهدمَ العظام
كيف المنام
وأرتعاب غيلان يوحش الأنسام
ينادي بشفتين من جمرٍ وحرُور
أبي يا نائماً في المحار يا زهرة القبور
أمالك أن تعيد نفسك عبر العصور
ماتَ ضوء النهار
وجف النهرُ الذي
كان يسقي نخيلك والأزهار
وأنطفأ ضوء القمر
ونام "السمكُ الساهر
في ساعه السحر"
*
وآهاً
قد مر الزمن الطويل
وأفلت المساء يد العليل
"ويطمر الغبار" لسان الأساطير
واخيبتاه قد انقطع الزفير
*
أرتدت زهرة اللوتس الأكفان
وأرتعشت الفراديس من الطعان
تحجبت جيكور بضباب حزين
وعصفت الرياح بعزف أَنِين
*
ومن خبر الفجيعة
أصيبتْ إقبال بالجنون
تسألون
من ينشد الأشعار في (الدرابين)
ويثملُ من "نغم أخرسٍ"مهين
ماتَ الشاعر السلطان
ماتَ شاعر الزمان.
***
باقر طه الموسوي






