روافد أدبية
رضا كريم: البرابرة

منذ التقيت بقلبي
أمام فوهة بندقية عابثة
في يوم بارد
والعائلة تلملم صوتها
خلف الباب محتدمة
صادفت أول المغامرات
أجلستني على طريق الأماني
طريق الأسلاك الشائكة
لماذا هذه البندقية عابثة وباردة
لماذا الأصوات خلف الباب خفيضة وحارة؟
منذاك
وأنا أعالج الفاصلة الجالسة على تخوم القلب
هبة السماء، هبة الوطن، أو حتمية المصير
منذاك
وأنا حائٌر كيف أرقع خطواتي إلى ما أضنه البيت
بيت لي في حجارته بعض ما حفرت ونسيت
تاريخ ولادة مهمل، مكان ناقص، لا أعرف من أين إليه أتيت
نخلة كانت تأخذنا لظلها هززت جذعها وقبل هطول الندى تواريت
كان فيما مضى لي بيت وغيمة على بابه
لاعبتها كم أجبرتني على الانتظار كحجرة من أحجاره
لحين بزوغ الشمس لأمرح أمام عنوانه
هو البيت
منذاك وأنا والحقائب وطير الصبح والأشواق نرنو إليه
فهل كل هذا بيت
**
قبل أن أتعرف على الكلمات، عندما رأيت حكمائنا يحصون أفراد عوائلهم
على غير عادتهم الصباحية بين حرائق التبغ والشاي
على غير مزاجهم لمقاومة ضجيجنا أمام عتبات الديار
جديتهم تلك الفاصلة الكبيرة بين ارتخاء الصمت الغامض
على غير العادة بإصغائهم لجهاز الراديو
يكررون الكلمات تتراقص بلا معنى أمام ألأحداق
قبل أن تلتصق بالفضاء
أولئك نلم إرثهم
نحمله خلفهم ونمشي بلحظات الوداع الاخير
بما فيهم ذلك الوسيم الطالع بحنوه علينا كظل
عندما دحرج كلمة لا غير
كوجه الحق
إنها كلمة لاغير
لقد جاء البرابرة
قالها ثم طواه النسيان
**
عانقت أجمل الأوقات
ألتي ترعرعت بزمن لا يذكر
أغسلها بماء الورد وراقبتها لتكبر
أفرش لها راحة اليد عند النعاس
تَعُتَني أو أعِتُها لكنها لصقي تمسك قلبي مهما مشيت
**
لقد جاء البرابرة
ليذهب برابرة
هكذا منذ وضعت يدي على قلبي
وتمليت كرة النار من فوهة الصباح البارد
منذ عرفت بأن لي قلبا تناهشته الضواري
وشيوخٌ محتدمون بتفسير معنى الوطن
***
رضا كريم