روافد أدبية

أحمد الشيخاوي: شجرة التين الحالمة

قريبا من قوس قزح

وعلى بعد خطوة

من حلم،

هنالك..

بالمعنى الذي ترويه عودة العصافير المنسية

حيث القصائد

فقط

تكابر عطش الفصول،

نبتت شجرة تين

تُشاكسُ سردية للتّرنّم الباكِي

وتكتب سيرة العابرين..

إنّ الدم للدّم يرنو

والمصائر قدْ يلوّنها

تفقد من تركوا

في أعناق الشعر

أمانة

ورسالة تعرّي

غوغاء لصوص الأحلام،

وتسمو في الوقت الذي ينحطّ فيهِ

كلّ شيء.

إن الدم بالدم يُكتبُ

يُغالب وصايا الريحِ

ويُراوغ قوافل القتلة،

فالمُلهمة

دوما

شجرة التينِ

تلك

حين يُقمّطنا الوجع

مركّباً،

وتشوك ما بين الجوانح

أسئلة الموت والشك

تسيّج الغائر فينا

من مُدن للتغوّل

وخمولِ

نقاطِ

اليقين.

هنالك

شجرة الغواية تلك

الأغرب

في السياق

أنّي

ومشوقتي

ولدنا قبلها محوقلين،

مُبسملين

بأبجدياتِ

هذي الجذور.

إن الدم من نافذة

يذكّر بأنوثة الورد

وينسج أسرّة

من غيم

لحمل العذارى

إلى النسق البعيد جدا

من الحكاية

أنأى ما الورطة تكون،

ما دام الدم بمعنى الحاجة إلى فتح وإنْ ــ كوة ــ

عبرها

تــُـرسل إيقاعات حياة تغنّينا

مثلما نغنّيها،

ومادام الدم التعويذة التي تستدعى حوريات الأنس

تحت شجرة التين تلك

والتي ولدت أنا وحبيبتي،

قبلها،

مُعلنان أنّا

نمتد ونمتد ونمتدّ

في الجذور.

***

شاعر من المغرب

في نصوص اليوم