روافد أدبية
جاسم الخالدي: زمن الصمت

أقف على المنصة
كمن يواجه المجهول
قصيدتي بين يدي
أبشّر بها كأنها نبيٌّ
لكن الجمهور
مجرد مقاعد شاغرة
وأصوات صامتة.
*
شاب يقف في منتصف القاعة،
ينظر إليّ بعينين مملتين:
"لماذا تريد أن تصلنا القصيدة؟
لسنا بحاجة إلى صوتك،
ولا إلى كلماتك."
*
العرب لم تعد تحتفل بالشاعر
لم تعد تولد القصيدة
في خيمة
ولا تصدح في مجلس
*
تكتب مشاعرنا الآن
برمجةُ حفنةٍ من الأوامر
*
أفكر في جنوننا القديم،
كيف كنا نسهر الليالي
نفتش عن قصيدة تليق بنا
نحفر الأفكار
في قلب الليل
علّها ترفع عنا حزن الفصول
وكيف كنا نحتفل بكل معنى
كأنه نجمٌ جديد.
*
لكن اليوم
القصيدة تسقط
كأي خبر عابر
لا أحد يراها،
ولا أحد يسمعها.
*
وأنا
الشاعر الذي يقف وحيداً
أكتب لأملٍ قديم
أن تعود الكلمات يوماً
إلى قلوب الناس
أن تستعيد القصيدة
سلطتها الأولى
وتصبح مرة أخرى
وطنًا للصوت
والذاكرة
والوجع.
***
د. جاسم الخالدي