مقاربات فنية وحضارية
نعيمة الحمامي: قراءة في "شغف" معرض جديد في الفن التشكيلي
تُؤثٌثه من 13 إلى 27 مارس2022 التشكيلية، الشاعرة هاجر ريدان برواق الفنون "ريدار" بمدينة منزل تميم/ تونس
هلع وخوف وانقلاب للعين في عالم عجائبي مسكون
بكائنات مضغوطة في حراك مهموم يدفع بها التشظي في اتجاهات مختلفة . نازلة صاعدة في محاولة للانعتاق. بخثها عن الحرية افقدها السيطرة على الجسد الذي تحمٌل بشاعة محيطه فتشوٌه. بلا اذرع. مشلول القوى فلا يعمل: ضربت فيه قيمة العمل
بلا رأس، لا يُفكر، ضُرب فيه الإدراك والتفكير ووضوح الرؤى يُصارع من اجل ان يبقى. كيف وطريقه مقطوع وآفاقه بال رؤى ؟
اجساد تئن وإنسانية مسلوبة، منبتة، في إغترابها تبحث عن كونية متوازنة تعيد انسنة الوجود في عالم مُعولم يزداد بشاعة. يطوٌقه المجهول والامرئي في عبثية تجعل الانا والآخر جحيما في عصر الحروب البيولوجية الامتكافئة ونظام دولي جائر اوحادي القطب شوٌه إنسانية الإنسان وضرب الهويات باتٌجاه إلغاء الخصوصية وضرب الذات في أعماقها وقولبتها وتشييئها وطمس ملامحها، صراع من أجل البقاء حضر في لوحات رسمت بشاعة الإنسانية في واقعها المأزوم. انسان في شكل Silouhette . ملامح مغيٌبة ، دون أعضاء دون جسد نضِرٕ، متناسق، جميل: دون هوية إمرأة كان او رجل في لازمان ولا مكان يندفع في ارتطامه يبحث عن حرية مسلوبة عن هوية طُمست... لم تتوان الرسامة في التعبير عن هذا الاستلاب الانساني النفسي والجسدي ولسان حالها يُبْطن: إنٌ الغريب هو المغترب في إنٌيَته وفي غيريته... في ذاته وفي محيطه. عن كلٌ أبعاده، غريب. فاعتمدت تقنيات عديدة : القواش،الاكواريل، الزيتي، احرف الابجدية العربية...
في لوحات مقاساتها متنوعة تترواوح بين الصغيرة والمتوسطة على محامل من ورق وقماش. اضفت عليها الوانا بين الاصفر والبرتقالي والازرق والابيض والاخضر والمُعتٌمِ والمضيء، لتوحي لنا ان زُخرفة لوحاتها في تناسقها التشكيلي الذي جمع بين التشخيصي والسريالي ينفتح على سماء تبتسم بزرقتها، تُناشد الامل بحياة افضل لعالم يطيب فيه العيش. وانعكس بياض رواقها على الوانها في لوحاته الثمانية عشرة التي تعدنا ب :
"تمرٌد ليلي"، ب" امل "ب "صعود ما "ب"بوح"ب " سقوط الاقنعة" عن"الوان الحياة بعد " الفوضى"و" ركام"و"أبواب مغلقة "مكرٌرة و"شجون" و"الآلام"و"غموض"و " غروب" فيراودنا شغف بحلم تكون فيه " الوان الحياة " مُشرقة، حميمةٌ في انزياحات الالوان والإضاءة والاشكال الهندسية والحروف... التي رغم إنحرافاتها المقصودة، كانت رسالة تبعث بها إلينا الرسامة، تُبطن رفضا وتمرٌدا، في طوقها إلى التغيير نحو عالم يسوده السلام والامن. "شغف " حُلْمً يُراودنا
شكرا هاجر على متعة النظر وعلى تشريكنا فرحتك ب"شغفك" الذي حرمنا حضوره هذا الكفيد-19 اللعين. اللامرئي التي قيٌض راحتنا. فجعلتِ من الفن الشكيلي آلية مقاومة وانتصارٕ للانسانية في صراعها من اجل الإنعتاق.
***
بقلم الباحثة، الشاعرة نعيمة الحمٌامي التوايتي/ تونس.