مقاربات فنية وحضارية
شمس الدين العوني: في تجربة الفنانة التشكيلية والباحثة د. تقوى مناد
أعمال وبحوث جمالية ومعرض برواق خوجة عن الآخر وأطروحة عن صورة المرأة في العمل الفني..
للألوان سيرة القلب والنظر يتخيرها الكائن بكثير من الشغف والألفة والحلم.. هي لعبة الفن تجاه الذات والعالم في ضروب من السفر والترحال حيث لا مجال لغير القول بالحكاية تبرز تلويناتها وتعدد أشكالها وفق ايقاع الدواخل.. ها هي الفكرة الملونة تشرق منذ بدايات قديمة حيث الطفولة تشهد نعومة كشفها واكتشافاتها في أرض المشي مع الناس.. نعم نحن نمشي وهذه الأكوان من حولنا تمشي على عبارة الشابي هذا الفنان الذي لون بالشعر والكلماتي والمعاني جمال الأمكنة والأرجاء..
اللون والتشكيل فكرة النظر بعين القلب في كون مسرع متسارع الأحداث والمشهديات ووحده الفنان يلقي بالظلال على الأشياء والعناصر والتفاصيل قولا بالبهاء النادر يضفي زينته على الأكوان والعوالم حيث لا نشيد غير البوح..
الرسم والتشكيل والتلوين هنا بوح يذهب تجاه الكائنات يحاولها ويحاورها نحتا للقيمة والكيان.. تجاه الطفولة تقص حكاياتها اليانعة مثل براءة أولى.. هو بوح يسائل الأشياء الكامنة في الطفل.. في الذات وهي تحلم ولا مجال سوى للعب بالمادة وتشكيلها قولا وأسلوبا ونهجا لأجل الجمال..
هكذا نمضي مع عوالم فنانة تشكيلية وباحثة في عملها وفنها عن أصل الأشياء وهي تتجدد تبتكر كلماتها وأسماءها الأخرى.. فنانة تأخذ التلوين والتشكيل مأخذ جد وبحث وفق عناوين شتى منها الابداع والابتكار في غير تكلف وافتعال فالفن هنا حلم لا يقنع بغير الجد والعمل والدأب.
تقوى مناد الفنانة التشكيلية التي نعني ومن دروب الساحل التونسي تتخير النظر للعالم وفق تلوين خاص طافح بالرغبة.. .و الرغبة رغبات ومنها الابداع أيضا في تنوع وتعدد ضمن تكامل بين الجمالي والأسلوبي.. .
تعددت معارض تقوى مناد ومشاركاتها ومن آخرها المعرض المميز الذي شهده رواق الفنون علي خوجة بالمهدية وفق عنوان " الآخر " حيث اللوحات تضاهي بستانا من التشكيل والرؤى والتلوينات وكل ذلك للافصاح عن حلم دفين هو العين وما تراه جميلا في خطاب فني استطيقي يشبه فقط كيان وذات تقوى الفنانة التي وثقت صلتها بالرسم والفن بعد بدايات تلقائية وحالمة زمن طفولة عابرة.و الفنانة التشكيلية تقوى مناد استاذة اولى ودكتورة في "جماليات ونظريات الفن".. تقول عن هذا المعرض ".. .عنوان المعرض "الآخر" ويتمثل في اعمال متعلقة بالطفولة والأطفال وطريقة رسم الطفل للأشخاص في بداياته واستلهمت هذه الاعمال من هذه الشخصيات ومن شخصيتي التلقائية والعفوية والمزاجية.. .".. و عن أطروحتها تواصل القول ".. .تمثّل صورة المرأة في العمل الفني أنموذجا، فهو موضوع يبحث عن الفكرة والشّكل والتّصميم، فمعنى الصورة الواحدة تحمل استنتاجات عديدة نحو المرأة في مجتمعاتها، تلك المرأة الغامضة في مجتمع ثقافي يحتوي على علاقات مختلفة، فالمرأة الفنانة المعاصرة سعت إلى إثبات أنّ الجسد عنصر لا يعاني النقص والتّحقير، بل هو جسد حافل بالمعاني الرّمزيّة والأيقونيّة، وأنّ المرأة تثبت ذاتها وهويتها في مجتمعها محقّقة تغيّرات في عديد الأنظمة السّياسيّة، الاجتماعيّة والثّقافيّة.. . لتطرح هذه الفناّنة أفكارا وتأكّد هويّة تراثيّة أنثويّة مستقلّة مستلهمة أعمالها من الواقع المعيشي والموروث الثّقافي.. .".جانب ابداعي للفنانة تقوى مناد وآخر علمي بحثي فهي الى جانب احرازها على شهادة الباكالوريا اختصاص اقتصاد وتصرف فانها حازت على شهادة الأستاذيّة في الفنون التّشكيلية اختصاص خزف وشهادة الماجستير المهني اختصاص فن وتكنولوجيا الخزف وشهادة الماجستير في جماليات وممارسات الفنون المرئيّة اختصاص فنون تشكيلية بملاحظة حسن وشهادة الدكتوراه في جماليات وممارسات الفنون اختصاص فنون تشكيلية بملاحظة مشرف جدا.. و بخصوص مسيرتها المهنية فهي عضو بوحدة البحث في جماليات وممارسات الفنون بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة وقامت بتعويض بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة و تأطير ببرنامج وطني "مبدعون يسكنهم الوطن" بدار الشباب الرياض وهي كذلك عضو بجمعية "طب، ثقافة، فن" MCA وعضو باتحاد الفنانين التشكيلين بتونس أستاذة بمدرسة إعداديّة خاصة بسوسة ولها تربص مهني 4 أشهر بفرنسا (Manufacture de Sèvres، Paris، France) ومشرفة على نادي الرسم بالمبيت الجامعي "الغزالي" وعلى نادي الرسم بالمبيت الجامعي "حي الرياض" الى جانب تكوين بورشة التصوير الرقمي في نطاق عشرينية أيام السينما الأوروبيّة بالمركب الثقافي بسوسة (JCE) وتكوين في ورشة تعليمية technique rédactionnelles de la communication et de l’article scientifique في إطار JEPTAV بسوسة وتكوين في الدكتوراه Outils bibliographique et bibliométrique pour les publications scientifiques assuré par l’UDARI وبشأن مشاركاتها الفنية الوطنية والعالمية نذكر المشاركة في تظاهرة فنيّة للفنون التشكيلية بدار الشباب بقصر هلال والمعرض الجماعي بالصالون الدولي للتصوير الفوتوغرافي الدورة الأولى بعنوان "ألوان بدون حدود" بقصر خير الدين، تونس والمعرض الجماعي بالصالون الدولي للصورة الفوتوغرافية الدورة السابعة بالمركب الثقافي بالمنستير وحضور الملتقى الدولي JEPTAV في دورته السابع عشر بعنوان "سؤال الجندر في الفنون" والمعرض الجماعي في ملتقى المبدعين الدولي التاسع بالقاهرة، مصر والمشاركة في مهرجان كام السنمائي الدولي للأفلام القصيرة بالقاهرة، مصر ومعرض الفوتوغرافيين الشبان في دورته الثامنة بقاعة يحي البالماريوم والمعرض الجماعي للصور الفوتوغرافية أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر بقرقنةJRACC من تنظيم اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والمعرض الجماعي في الفن التشكيلي "تنوع" في دورته الثالثة بفضاء جمعية صيانة المدينة بالمهدية DIVERSITY 3 والمعرض الجماعي لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين "الواصلة" بالمركب الثقافي بسوسة والعمل الجماعي l’émouvance des émouvants بإفريقيا عرض بSégou’Art بمالي في دورته الثانية وحضور الملتقى الدولي JEPTAV في دورته الثامنة عشر بعنوان "الحدس والذكاء في الفنون مع مداخلة في إطار مهرجان علي بن سالم للفن التشكيلي بالقلعة الكبرى في دورته السابعة بعنوان "تداخل الفنون" والمعرض الجماعي للفن التشكيلي "فن وفنون" بالقلعة الكبرى والمعرض الجماعي السنوي لاتحاد التشكيليين التونسيين برواق الفنون ببن عروس والمعرض الجماعي بصالون تونس للفن المعاصر "ميموريا" في دورته الرابعة بقصر خير الدين، بتونس والمعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيلين التونسيين "الشهر الوطني للفنون التشكيلية في دورته الثامنة، قاعة يحيي البالماريوم، تونس والمعرض الجماعي في الفن التشكيلي "تنوع" في دورته الرابعة بفضاء جمعية صيانة المدينة بالمهدية DIVERSITY 4.. .
هكذا هي فكرة التلوين والبحث وفق حيز من النشاط بين السيرة والمسيرة عند الفنانة والباحثة تقوى مناد.. بين الابداع الفني التشكيلي والبحث العلمي الاستطيقي في نظرة مخصوصة تخيرتها صاحبتها حيث الفن والتشكيل عندها مجال مفتوح على البهي في الذات والعالم ولأجل الاضافة في هذا التلوين للأشياء والعناصر.. تقوى مناد فنانة حالمة وطفلة ترنو الى تحويل الأرجاء الى علبة تلوين.. .
شمس الدين العوني