أقلام حرة
شدري معمر علي: القراءة في غرفة النوم
عندما تصير القراءة عادة يومية فيصبح الكتاب رفيقا للقارئ في أي مكان، حتى في غرفة النوم فجرت العادة أن بعض القراء لهم اماكن مخصصة للقراءة بعيدا عن غرف النوم التي يستسلم فيها الإنسان للراحة والكسل والابتعاد عن متاعب العقل والفكر ولكن بعض الكتاب الذين يقدسون الوقت يتخذون من هذه الغرف أماكن للقراءة والاستمتاع بوجبات فكرية قبل الخلود إلى نوم عميق و أحلام جميلة
يحدثنا المفكر الإسلامي والطبيب الجراح السوري خالص جلبي عن هذه العادة فيقول :"معظم الناس يعتبر أن غرفة النوم هي للنوم، وهذا نصف الحقيقة فيمكن أن يجعل الإنسان حصة من قراءته لوقت ما قبل النوم فينام على الكتاب، وأهميته أنها تذهب إلى اللاوعي فتشحنه بالفكر، وعلى الإنسان أن لا ينسى وضع قلم وورق بجانب رأسه لتسجيل الأفكار المنهمرة فجأة، وابن الجوزي وضع كتابا بعنوان (صيد الخاطر)، وزوجتي ـ رحمها الله ـ كانت زينتها وحليتها في الدنيا كتابا وكتابا مسطورا في رق منشور والقلم وما يسطرون، ولقد هضمت أنا العديد من الكتب في فترة ما قبل النوم، وهي نصف ساعة رائعة؛ فحاول مران نفسك على تشكيل هذه العادة الحميدة......."
فنصف ساعة قراءة كل يوم سيكون لها الأثر الكبير على الفكر والإنتاج وبإمكانك قراءة مجلدات كبيرة وسلاسل ثقافية فلا تحتقر هذه الدقائق الثمينة..
ويقول أيضا: "ومما أذكر من قراءاتي الليلية أنني قرأت بلذة ولفترة أشهر طويلة كتاب عالم الاجتماع علي الوردي العراقي في موسوعته عن التاريخ العراقي الحديث، قرأتها وأنا أحمل قلم فوسفوري وآخر رصاص فأسجل في أول الكتاب ما طاب من أفكار. ولم يكن هذا الكتاب الوحيد بل قرأت كتاب عبدالله عنان في موسوعته عن (التاريخ الأندلسي) في سبعة مجلدات وكذلك كتاب فيكتور فرانكل بعنوان (الإنسان يبحث عن المعنى) وهو كتاب رائع عن تجربته الشخصية في معسكرات الاعتقال...."
فعزيزي الكاتب المثقف القارئ لتتخذ من غرفة نومك مكانا للسباحة في عوالم القراءة السحرية والسفر عبر بحار الكلمات المشعة...فمن غرفة النوم تكون يقظة العقل وتكون الأفكار العظيمة الملهمة...
***
الكاتب: شدري معمر علي - الجزائر







