أقلام حرة
صادق السامرائي: الحروب كروب!!
منذ الأزل والحروب ذات غايات وأهداف إقتصادية، وكانت على مدى قرون هي التفاعل الإقتصادي السائد بين البشر، فالتقاتل بينهم دام طويلا ولا يزال، وقبل الدول كانت القبائل والجماعات تتقاتل من أجل الموارد بأنواعها، وما نجت مجموعة بشرية في أي مكان وزمان من هذا السلوك.
والقول بأن العرب لوحدهم كانوا يتقاتلون وغيرهم من بشر الدنيا ملائكة متآلفين، فيه الكثير من الإجحاف والتضليل.
فهل كانت شعوب الأرض في زمانهم لا تتقاتل؟
وتجدنا نركز على حرب داحس والغبراء، وحرب البسوس، ونتجاهل حرب المئة عام بين فرنسا وبريطانيا، ونصم العرب بالجاهلية وكأنهم أوباش ووحوش تفترس بعضها، وهذا أفك وبهتان.
العرب كانوا يحترمون الرأي الآخر، ولا يتقاتلون بسبب المعتقد، والدليل أن الكعبة كان فيها عشرات الأصنام التي تتبعها القبائل، وكانوا يحجون إليها ويؤدون طقوسهم مجتمعين بلا تخاصم أو إقتتال.
فهل كان مثل هذا السلوك قائما في شعوب الدنيا آنذاك؟
الدول التي نسميها متقدمة الآن، كانت تعيش في عصور مظلمة وتمارس أبشع السلوكيات بحق بعضها، والعرب في ذروة التوهج المعرفي والتنوير العلمي، وما تجدهم يتحدثون عما إقترفوه من خطايا وآثام وإجرام بإسم المعتقد والدين، وكانت الكنائس مستبدة ومن لا يطع أمرها يدق رأسه بالمطرقة أو يشطر إلى نصفين.
الآثار والشواهد القائمة تخبرنا بما كانوا يفعلونه في أزمنة متأخرة وحتى تحقق التحرر من قبضة الكنيسة وطغيانها.
والحروب بين الدول المتقدمة متواصلة، وهي التي خاضت الحربين العالميتين الأولى والثانية، وفي بداية النصف الثاني من القرن العشرين حاولت أن تتجاوز ماضيها وتفكر بمصالحها فإتحدت، ويبدو أن تلك المسيرة ربما ستساهم بعودة حليمة إلى عادتها القديمة.
نشوّهُ ماضياً نوراً تبدّى
ونحسبُ حاضراً فينا تردّى
كأنّ شعوبهمْ كانوا مَلاكاً
وإنّ شعوبَنا شرٌّ تعدّى
نَسينا إننا أبناءُ فيضٍ
إذا انْحرفتْ بساطعةٍ تصدّى
***
د. صادق السامرائي







