أقلام حرة

علي حسين: خطابات المالكي التي لا تنتهي

كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن قرارات المحكمة الاتحادية التي تريد ان تدخل البلاد في " حيص وبيص"، ورغم انني من المؤيدين للقرارات التي تشطب على سلة المشهداني الذهبية، لكنني تعجبت يا سادة من موقف نواب الاطار التنسيقي، ففي الوقت الذي صوتوا فيه على سلة المشهداني وخرجوا فرحين باقرار تعديلات قانون الاحوال الشخصية، وجدتهم اليوم ايضا فرحين بتعطيل القوانين، ولا ادري سر هذه " الحزورة السياسية ".
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قرارات مجلس النواب، او تسول لك نفسك وتعتقد انني سأتحدث عن المحكمة الاتحادية، فانا مواطن مغلوب على امره لا يدري يصدق من مجلس النواب ام المحكمة الاتحادية، ام مجلس القضاء الاعلى ؟.. اترك هذه الألاعيب للنواب الذين سيقضون معها اوقاتا مسلية على الفضائيات، واسمحوا لي ان اكتب عن الخطاب الاخير الذي القاه السيد نوري المالكي على جمع من شيوخ العشائر، ومعروف عن السيد المالكي تشجيعه للعشائر، ورغبته تحويل العراق الى الجمهورية العشائرية، بدلا من الجمهورية العراقية، ولهذا كان لا بد من أن يخرج علينا السيد نوري المالكي ليحذرنا مما يجري في سوريا، ويطالبنا بان نؤمن بمشروعه السياسي الذي بدأه عام 2006، والذي لم تسمح له الإمبريالية أن يواصل إكماله.
لا جديد، هذه المرة، أيضاً. نوري المالكي يصرّ على تحويل معركة العراقيين في التنمية والسعي لبناء البلاد، إلى معركة طائفية، وفي الوقت الذي ترنو فيه أعين العراقيين جميعاً باتجاه المستقبل، وتمتلئ القلوب بالأمل في إعادة العراق الى مكانته التي يستحقها بجدارة يتكرر خطاب المالكي، وتتكرر معه التجارة بمستقبل العراق، سياسيون يبتزّون الناس ويواصلون الصعود بهم إلى قمة الفشل، يردّدون العبارات ذاتها، ويُعبّئون الإعلام بحكايات عن المؤامرة التي يقودها النظام الجديد في سوريا ضد العراق، في الجانب الآخر يُحشّد البرلمان جميع أسلحته الفاسدة في الحرب على الحريات المدنية، يعلن حالة الطوارئ، لأن النوادي الاجتماعية تفتح أبوابها في بغداد، في الوقت الذي يصمت على الفساد الذي ينخر في جسد مؤسسات الدولة، فساد لم يسلم منه حتى الوقفين الشيعي والسني.
يُعيد المالكي الحديث عن المعركة التي يجب ان نخوضها على تخوم مدينة دمشق، لا يسأله أحدٌ ماذا فعلت خلال الثماني سنوت من جلوسك على كرسي رئاسة الوزراء، ولماذا العراق حتى هذه اللحظة يعاني من ازمة كهرباء، ومستشفيات متطورة ومدارس حديثة وفرص عمل لملايين الشباب العاطلين؟.
***
علي حسين

 

في المثقف اليوم