أقلام حرة

صادق السامرائي: المثموغون!!

ثمغ: خلط

والمقصود هنا المثقفون، الذين يصح تسميتهم بالمثقبين، أي الذين فيهم ثقوب عديدة، ويتمتعون بنشاطات تبدو مناهضة للوضع القائم في مجتمعاتهم، لكنهم يحصلون على إمتيازات ومحفزات وتسويق متواصل لما يطلقونه من تصريحات، تبدو بلسان الحق ناطقة، وهي باطلة دامغة.

الكثير منهم يبرزون وينتشرون ويُقدَمون على أنهم من الأفذاذ والنوابغ والعلماء والخبراء، وما يحلو من التوصيفات التسويقية اللازمة لتأكيد دورهم المنافق المشحون بالتحابي والدجل والتضليل.

وهم معروفون ويتكرر ذكرهم وتتعدد ميادين تفاعلاتهم، فيكتبون ويحاضرون ويتواصلون مع الشرائح المجتمعية لصيدهم وإيقاعهم في حفرة الوعيد، التي تساق نحوها الناس كأنهم القطيع الذي لا يحق له أن يثاغي أو يريد.

هؤلاء هم "الجزوات" أي المصيدات للمغفلين والمنبهرين بهم، وبسلوكهم يساهمون بإعداد الضحايا للجزر المروع وفقا لإرادة المؤازرين لهم، والذين يمنون عليهم بالمكرمات، ويشجعونهم على المضي في صراط النيل من الآخرين، وتنويمهم ليتحقق الإنقضاض عليهم، وإستعمالهم لتنفيذ أوامر الذين يقلدونهم ويأتمرون بأوامرهم، ويحسبونهم نواب رب العالمين.

لا يصح ذكر أسمائهم والهبوط إلى مستوياتهم الناكرة للقيم والمبادئ والأخلاق، فهم حريصون على جيوبهم، ولن تسمع منهم كلمة وطن ولا حقوق مواطن، فما دامت جيوبهم عامرة، وغنائمهم وافرة، فلا يعنيهم من الأمر سوى أن يكونوا أبواقا مقنّعة بوجوه ذات غايات سامية، وأفعالهم تكشف عما في دواخلهم من السوء والبغضاء والشحناء.

في كل زمان ومكان وعبر مسيرة البشرية، الكراسي يصنعها المثقفون المحابون المنافقون المدجلون، الذين يسوّغون لأصحابها المآثم والخطايا، ويأتي في مقدمتهم الذين يدّعون تمثيل الدين.

فلماذا يناقض المثقفون ما يكتبون؟

ولماذا للكراسي يؤازرون، ولحقوق البشر ينكرون؟

هل أنها المتاجرة بالكلمة؟

تبت يدا المثقفين الغاطسين في ضلال المفترين!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم