أقلام حرة
علي حسين: حدّثنا نور زهير!!
عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ علي بابا ومعه الحرامية "الأربعون"، لم يتنزّهوا في شوارع بغداد.
العلامة الذي عاش حياته مغترباً، ينثر علمه في جامعات العالم ، استبدلته بلاد الف ليلة وليلة، بأكثر من " علامة " ليعيش العراقيون مع كفاءات من عينة مشعان الجبوري وحنان الفتلاوي ومثنى السامرائي وخالد الذكر عباس البياتي صاحب نظرية استساخ القادة ، ومؤسس نظرية " المالات " محمود المشهداني وهؤلاء جميعاً للأسف ينسفون نظرية المرحوم محسن مهدي ويؤكدون بالدليل القاطع أن هذه البلاد يعيش فيها اليوم ألف حرامي وحرامي ، فلا يعقل ياسادة أن هذه البلاد التي انتشر فيها مئات "علي بابا " ، لم تكن هي الراعي الرسمي لهذه الماركة من السرّاق خفيفي اليد والظل. ولو كان العلامة محسن مهدي على قيد الحياة لكان قد شاهد علي بابا نسخة 2024 وهو يرتدي ساعة يتجاوزقيمتها الدولارية ثمن خمسة بيوت تبنى لفقراء هذا البلد .. وأن نور زهير وأشقاءه الذين أصبحوا مليارديرية وجمعوا المليارات من الدولارات في زمن قياسي لم يتجاوز العام الواحد. لم يقرأوا ألف ليلة وليلة ، وأنهم وجدوا كنز علي بابا مطروح أمامهم . ألم يخبرنا نور زهير أن الثلاثة مليارات دولار التي نهبها في وضح النهار لا تعود لخزينة الدولة وسمعناه يردد بكل ثقة : " ولا دينار واحد يعود للدولة " ليؤكد لنا أن ما جرى هو كذبة وأن العراقيين عاشوا في الخيال ، فلا توجد سرقات ، والأمر باختصارهو مبلغ بسيط مليارات من الدولارات لا صاحب لها استولى عليه السيد نور بمساعدة بعض المسؤولين والسياسيين ، وهي مسموحا قانونا هكذا اتحفنا المحامي علي بدران وكيل الشاطر نور زهير لان : " الفعل الذي قام به موكلي من الفعل المسموح به قانوناً .. وأن القانون اعتبرها من الأفعال المعتمدة قانوناً وهي مسألة طبيعية جداً " .
على مدى واحد وعشرين عاماً عشنا مع سياسيين ونواب ليس لديهم شيء يقدمونه للعراقيين، فالمجلس مشغول بتعديلات قانون الأحوال الشخصية ، فهو أهم من سرقة المال العام ، وخطباؤنا الأفاضل يصرخون في الفضائيات "وا احوال شخصية".
يسخر المواطن العراقي من خطب السياسيين فيقول : " هذا الفيلم شايفه" كل ما شاهدناه على قناة الشرقية هو فيلم مكرر وساذج ، لاننا اليوم نعيش في بلاد فيها اكثر من أربعين ألف نور زهير، لن تستطيع شهرزاد أن تروي حكاياتهم ولا بمليون ليلة وليلة.
***
علي حسين