أقلام حرة

صادق السامرائي: كساد الشعر!!

الشعر نشاط تَرَفٍ، ويحتاج إلى بيئة آمنة مطمئنة، لكي يكون له تأثير في المستمعين أو القارئين له، فلا يصح أن ندّعي بأن الشعر فاعل في المجتمع الذي يعاني من صنوف الحرمان والقهر والعدوان؟

فكيف يستذوق الشعر مَن يطارد لقمة عيشه؟

كيف يستمع للشعر مَن يكتم أنفاسه الحر الشديد، ويرهقه عناء يومه المبيد؟

ما أكثر الشعراء، وأقل الشعر، وغياب رواده ومتلقيه.

الشعر بأنواعه بضاعة كاسدة!!

سيزعل الكثيرون من الذين يسمون أنفسهم بالشعراء، فهل وجدتم مجتمعا صنعه الشعراء؟

هل علمتم بشعب أسس قوته الشعراء؟

الشعر سلوك أضعف الإيمان!!

وفي زمننا المعاصر القوة للعلم، وأي مجتمع يتكاثر فيه الشعراء، يعبر عن إنحرافات فكرية مدمرة للحاضر والمستقبل.

فما قيمة ألف شاعر، أمام عالِم واحد مبدع ومبتكر لأدوات القوة والرقاء؟

القوة تكنولوجية وليست شعرية!!

نعم الشعر يبقى ويدوم لأنه لسان حال مشاعر وعواطف وإنفعالات، وأفكار تبحث عن مأوى لتكون، لكنه لن يؤمّن من خوف ولا يُطعم من جوع.

ويبدو أن عدد الشعراء يتناسب طرديا مع ضعف المجتمعات.

الكل شعراء، وهم في غياهب الهوان والتبعية والرمزية والغموض والإيروتيكية يعمهون، وبلسان الدجل والخيال المنمق يتكلمون، ويمدحون الكراسي، ويسبّحون بنعمة الثناء المنافق الذي يدر مالا وجاها إلى حين، وما أكثر الوجوه الكالحة الناطقة بالكذب المبين.

العلاقة بين الشعر والعلم إعتمادية، فإذا مات العلم في المجتمع فاقرأ السلام على الشعر، ولا تقل أنها الحداثة وما قبلها وما بعدها، فهذا محض إفتراء وإنزواء.

فاستحضروا العلم لينهض الشعر!!

فلا شعر دون علم منير!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم