أقلام حرة

صادق السامرائي: كم متنبي عندنا؟!!

أقرأ وأستمع لشعراء شباب يترنمون بقصائد في ذروة الإبداع والقدرات التعبيرية الأخاذة في معانيها ودلالاتها، وأجدهم يتفوقون على المتنبي وأمثاله بأشواط بعيدة.

فهم أبناء عصر الثورات المعلوماتية، ومواهبهم مصقولة في ميادين التفاعلات الإدراكية المعرفية العلمية الساطعة، وبهذا يتألقون بقصائدهم الفياضة بالطاقات الجمالية المذهلة.

كلمات مشحونة بالمعاني والأحاسيس والأفكار، والإشارات التصويرية الخيالية الفائقة المستويات.

جمهرة من عقول الأمة الشاعرة المدهشة، ولا نزال نتحدث عن شعراء غادروا الدنيا منذ قرون وقرون.

الشعراء أبناء زمانهم، وما كان عندهم من معارف ومعلومات لا يساوي شيئا مما عند أي شاعر معاصر، ولهذا كانت أغراضهم محدودة، ومقصورة على المديح والهجاء والغزل والرثاء، وبعضهم وصف وغيرهم حاول التحرر من النمطية الشعرية.

إن المرء المتأمل الدارس يقف إجلالا وإكراما أمام الأصوات الشعرية السامقة بالقصيد.

فهل يا ترى سنظل نجتر أسماء الغابرين، وننكر الأسماء المعاصرة المتوهجة المترعة بالمواهب الأصيلة.

إنها محنة ومعضلة إبداعية، فمن المستحسن أن نتجاوز المتنبي وأمثاله، ولننظر إلى كم شاعر متميز عندنا.

إن إرادة التمويت والتخميد تقتضي أن نستكين لأصوات القبور، ونتنكر لزغاريد وترانيم الساعين بإبداع فوق التراب؟

فلننظر لطاقاتنا الإبداعية الدفاقة الخلاقة الأصيلة المحتوى والتطلعات، ولكل عصر شعراؤه المتميزون، ولا يوجد شاعر لكل العصور!!

***

د. صادق السامرائي

10\8\2023

في المثقف اليوم