أقلام حرة

علي حسين: ثلاثية بهاء الاعرجي في الحكم الرشيد

عام 2014 يجلس بهاء الأعرجي أمام مقدم أحد البرامج ليتحدث عن النزاهة والإصلاح وضرورة احترام الطرف الآخر.. بعد عام يقدم الأعرجي استقالته من منصبه أو قل أجبر على تقديم الاستقالة بعد بيان صدر من مكتب السيد مقتدى الصدر يتهمه بالاستحواذ على عقارات في بغداد، وشراء عقارات خارج العراق ..

ولم يكن الرجل يمكك أموالاً طائلة قبل أن يدخل لعبة السياسة من بوابة البرلمان .. بعد أن ضمن السيد الأعرجي تقاعداً مجزياً يضاف إلى الأموال التي بحوزته تفرغ للظهور على الفضائيات ليقدم لنا خلطة الهدف منها الإساءة للنسيج الاجتماعي العراقي، وإعلاء الخطاب الطائفي، مع تزويق الحديث بعبارات عن الإصلاح والفساد الذي يخبرنا بكل أريحية أنه الوحيد الذي تصدى له .

ظل صاحبنا يظهر في الفضائيات مبتسماً، يمثل دور العارف ببواطن الأمور وأسرار ما يجري في الكواليس، يسيء لبعض شرائح المجتمع العراقي، يتهم تظاهرات تشرين بأنها جلبت البلاء والخراب للبلاد، ولم يكتف بذلك بل تحدث بلغة العارف بأن تظاهرات تشرين كانت حركة خارجية تديرها دول .

لست في وارد الحديث عن ما قدمه بهاء الأعرجي للسياسة العراقية أو ما هي الخدمات التي قدمها للعراق، لكني سأحيلك عزيزي القارئ لحديث تفلزيوني معه قبل أشهر حيث ظهر فيه ليخبرنا وبلغة استعلاء، واستصغار لمكون اجتماعي وبالحرف الواحد: لقد " استعطفنا السنة وأعطيناهم رئاسة مجلس النواب".

ولم تنته صولات وجولات الأعرجي فقد قرر أخيراً أن يتحفنا بنظريته السياسية لإدارة شؤون البلاد والعباد في بلاد الرافدين، فها هو يجلس أمام مقدمة أحد البرامج بعد أن ارتدى بدلته الجديدة ووضع الدهون على شعره ووجهه وشذب لحيته ليقول بالحرف الواحد:

أولاً: سنستولي على الرئاسات الثلاث فهي حق مسلوب من الشيعة ويجب أن نستعيده .

ثانياً: محمود المشهداني تابع لنا نحن الشيعة ولحزب الدعوة.

ثالثا: الفترة القادمة سيكون رئيس البرلمان شيعيا وليس سنيا ونحن نريد السلطة بالكامل.

بعد أن أخبرنا بهاء الأعرجي بمقولاته الثلاث خرج ليركب سيارته الحديثة تحيطه حماية لا نعرف من وفرها له ليذهب مطمئناً يجلس ويتسامر مع أصحابه مطمئناً بأن لا أحد سيسأله: لماذا قلت هذا الكلام؟ ويعرف جيداً أن لا أحد يحاسبه، فمثله كثيرون يعتبرون أنفسهم فوق القانون وفوق سلطة الدولة.

عَلامَ الانتخابات إذن، إذا كانت المناصب توزع من قبل بهاء الأعرجي؟ ما الذي سيتغير اليوم ما لم تتغير هذه الوجوه؟، عن ماذا يتحدث بهاء الأعرجي بكل ثقة؟ ماذا عن المأساة التي عشناها مع اصحاب هذه " الطلات " منذ أكثر من عشرين عاماً؟.

***

علي حسين

 

في المثقف اليوم