أقلام حرة
ميلاد عمر: اجتماع الفصائل في موسكو.. تدجين الفصائل المقاومة للاحتلال
منظمة التحرير لم تعد القوة الاكبر جماهيريا، والقول بانها" الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" فندته انتخابات 2006، وبالتالي فان احياء المقولة هو تكريس للنهج الاستسلامي الذي ابتدعته فتح، وتسفيها لتضحيات بقية الفصائل وانتقاصا من شانها.
منظمة التحرير القت البندقية جانبا ورفعت غصن الزيتون .ودخلت مع الصهاينة في اتفاقيات مشبوهة منها اسلو، واقامة سلطة فلسطينية مهمتها الرئيسية هي حماية الكيان المغتصب والزج بالمقاتلين في السجون او التبليغ عنهم ليفعل بهم العدو ما يريد، في مقابل اموال تعود بالنفع على سلطة رام الله وكوادرها الفتحاويون.
منذ ثلاثين عاما (اسلو) والعدو الصهيوني يقضم عند كل مطلع شمس اراضي الضفة لبناء مستعمرات عليها يقطنها المتشددون الصهاينة حتى اصبحت المستعمرات كالفسيفساء بالضفة الغربية تقطع اوصالها ما يجعل استحالة اقامة الدولة الفلسطينية وفق قرار التقسيم، بمعنى الحديث عن دولتين ما هو الا ذرا للرماد في العيون، ومع مرور الوقت ستصبح الضفة بأكملها ملكا للصهاينة، وحينها قد تبقي سلطات الاحتلال على الفتحاويين بالضفة لانهم قدموا لها خدمات فاقت التصور، أو تجبرهم سلطات الاحتلال على الرحيل بعد انتهاء المهمة، بالتأكيد سوف يلحقون بأبنائهم بأمريكا والدول الغربية حيث انفقوا اموال المساعدات للسطلة في شراء الفلل والعمائر وانشاء الشركات المتعددة.
اجتماع الفصائل في موسكو خطوة جيدة لتوحيد صفوفها، لكن البيان الصادر عنها ذو التسع نقاط (العاشرة –تحية جنوب افريقيا)، نحسبه تعبير انشائي مللنا قراءته، ولن يتحقق أيا منها، لان من سيقوم بالعمل على تنفيذها او جزء منها هي منظمة (فتح) باعت الوطن ومن عليه بابخس الاثمان والاكثر من ذلك انها تقوم بحراسة الصهاينة.
ان انضواء الفصائل الجهادية (المقاتلة) تحت مسمى منظمة التحرير، سوف يدجنها ويجعلها تعترف بالكيان الغاصب عاجلا ام اجلا، على غرار اعتراف منظمة التحرير وزعيمتها فتح بمعنى الاستمرار في النهج الاستسلامي الذي يفوده ابي مازن وزمرته. فالصهاينة اعلنوها صراحة انهم لا يعترفون بدولة فلسطينية الى جانبهم مهما كلفهم الامر، نجزم من خلال تصريحات السلطة الفلسطينية، انها تسير في نفس النهج الذي يريده الاعداء، من لم يذد عن (حوضه!) بسلاحه يعش ابد الدهر ذليلا تابعا .
قرابة الخمسة اشهر والقطاع يتعرض لإبادة جماعية، الصهاينة والغرب يمعنون في القتل، وأخرها حتى الساعة هي مجزرة الطحين، اتوا للحصول على الاكل فاذا بهم يتعرضون لقصف بربري، يسقطون وهم جوعى بينما يتفاخر الحكام العرب بانهم يقومون بعمليات لانزال المؤن جوا، بينما يغلقون حدودهم البرية، إنهم يتامرون مع الصهاينة وامريكا على واد القضية الفلسطينية، حكامنا يضعون ايديهم في يد امريكا وهي التي استخدمت الفيتو ضد أي قرار يدين الصهاينة، حرب غزة اظهرت السلطة والحكام العرب على حقيقتهم، لم يجرؤ أي من الحكام على تعليق علاقاته مع العدو، لأنهم يخافون على مصيرهم فبقائهم في السلطة وفق ارادة امريكا، قالها ترامب ذات يوم، فهو سيدهم وصاحب الفضل عليهم.
***
ميلاد عمر المزوغي