أقلام حرة
صادق السامرائي: الخوف من الجرأة!!
الواقع العربي يبدو لمن يتابعه في أزمة الخوف من الجرأة، فالجريئ منبوذ، والخَنوع والتابع مرغوب؟
إنها حقائق قاسية فاعلة في مجتمعاتنا وأملت علينا أن نستكين ونقنط، ونتوهم بضعفنا وبإرادتنا المسلوبة.
القول الجريئ من أكبر الكبائر، ولهذا فالحقيقة مدفونة في أكوام هائلة من الأضاليل، والكذوب سلطان مكين.
وخطاباتنا بأنواعها إفتراءات لصالح مآرب سيئة، ولا جرأة للمواجهة لأن العصا لمن عصا، والخروج عن سلطة السمع والطاعة يعني النهاية الحتمية المقرونة بعبارة " حيل بيه ويستاهل".
المواجهة خاسرة والمخانعة رابحة، فالحياة إخضع وإتبع وكن رقما في قطيع المعمعة.
فهل رأيتم كلاما جريئا يقترب منه القراء؟
هل رأيتم كلامَ حقيقة يحظى بالنشر والتسويق؟
الكل يخشى الإقتراب من الضوء، ويستلطف العيش في الظلام والكهوف والإندساس في غوابر الأزمان، التي صارت مقدسة ووسيلة للدحرجة إلى وادي الفناء اللذيذ.
مَن يقدر على رفع راية التحدي، والكلام بلسان إرادة الحياة؟
لا أحد، وإن وجد فهو مخطوف مغيب مقتول!!
وبهذه الأساليب المتوحشة إنصاعت الجموع للأحزان والدموع وكل ينادي " يا روحي"!!
فما قيمة الأقلام وما هو دور المثقف المنكوب المنبوذ إذا قال صدقا!!
فلا مكان للحياة الحرة الكريمة، ولشرع الغاب أن يهيمن ويديم الوجيع والأنين واللطم، والقسوة على الذات المنكوية بالصمت المخيف وبالإستعباد اللطيف.
فما أكثر التجار بإسم الساميات ورموز الكرامة الإنسانية!!
و" مَن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر"!!
***
د. صادق السامرائي