أقلام حرة
مزهر جبر الساعدي: طوفان الاقصى.. عدة رسائل الى جميع الجهات
في صباح السابع من اكتوبر، تشرين الاول؛ شنت المقاومة الفلسطينية؛ هجوما مباغتا على مواقع دولة الاحتلال الاسرائيلي في غلاف قطاع غزة. هذا الهجوم المباغت سيطرت فيه المقاومة على تلك المواقع العسكرية الاسرائيلية؛ كما انها تمكنت من اسر عدة جنود اسرائيليين، ونقلهم الى قطاع غزة. هذا الهجوم هو الاول منذ حرب اكتوبر. ان الاهم هو ان هذا الهجوم يعكس عزم وصلابة وتصميم المقاومة الفلسطينية على الدفاع عن حق الحياة للشعب الفلسطيني. كما انه يشكل ردا عمليا على غطرسة واجرام دولة الاحتلال الاسرائيلي، وعلى صمت العالم على جرائم هذا الاحتلال، وعلى عمليات التطبيع العربية المجانية. ان البحث الاسرائيلي المستمر عن الطرق ومسارات ووسائل؛ اقامة سلام في المنطقة عبر علميات التطبيع ما هو الا وهم من اكبر الاوهام. ان اسرائيل لا يمكن ان تنعم بسلام من دون حصول الفلسطينيين على حقهم الشرعي والقانوني في دولة ذات سيادة كاملة. الدول العربية المطبعة ليس في قدرتها ان تمنح دولة الاحتلال الاسرائيلي الامن والاستقرار والسلام واستدامة وجودها. ان عملية طوفان الاقصى ومهما كان او ما سوف يكون عليه رد الفعل الاسرائيلي؛ فأنها اي هذه العملية؛ سوف تدق جرس الانذار ليس في (اسرائيل) فقط بل في جميع العواصم العربية المطبعة مع هذا الكيان الاجرامي، وفي عواصم العالم ذات الصلة او التي تهتم بموضوع الصراع العربي الاسرائيلي. كما ان هذا التعرض او الهجوم المفاجئ؛ أكد بما لا يدع مجالا للشك؛ ان الشعب الفلسطيني المقاوم له القدرة والامكانية على ان يواصل نضاله وكفاحها من اجل استرجاع ارضه التي تم طردها منها قبل اكثر من ثلاثة ارباع القرن بتأمر دولي وعربي؛ بالاعتماد على قدراته الذاتية، كما كان عليه نضاله خلال السنوات المديدة السابقة؛ من تسعينيات القرن السابق والى الآن. كما عملية طوفان الاقصى الواسعة والجريئة، هي وفي اهم فيها؛ رسالة الى السلطة الفلسطينية؛ مفادها ان النضال هو الكفيل باسترجاع الحقوق، اضافة الى الحوار والمفاوضات ان كان هناك في دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ من هو رغب فيها، او انه يجدها هي الطريق الاسلم ولا طريق غيره؛ الى السلام عندما يشعر ان كل ما يقوم به لا يؤمن له السلام وان الاثمان باهظة. ان الشعب الفلسطيني وكما يصفه او وصفه الراحل ياسر عرفات؛ انه شعب الجبارين. كيف لا وهو يقاتل قتالا ضاريا بلا دعم او اسناد من اي كان سواء من دولة او من غير دولة. مع انه تعرض خلال عدة سنوات ولايزال يتعرض الى حصار جائر وظالم وليس فيه ذرة من الاخلاق والانسانية، بل انه وبكل المقاييس القانونية والانسانية هو جريمة انسانية، صمت عنها العالم الذي يدعي بالعالم الحر والمتحضر والانساني؛ وهنا اقصد امريكا والغرب وحتى الدول الكبرى الأخرى؛ فالجميع لم يرفع صوت الرفض لهذا الحصار الظالم. إنما الشعب الفلسطيني مستمر في المقاومة بكل ما يتاح له، او ما هو من يبتكر ويجترح؛ الوسائل والسلاح سواء بالحجارة او بالسكاكين او بغيرهما. واخيرا توج هذا النضال القتالي؛ باروع واشجع عملية بطولية، لم يشهد لها التاريخ العربي مثيلا منذ حرب اكتوبر عام 1973. ان هذا الهجوم او العملية البطولية هذه؛ سوف يكون لها تداعيات واسعة وكبيرة جدا؛ على ساحات الكفاح الفلسطيني، وعلى عمليات التطبيع المجاني، وعلى السلطة الفلسطينية.
***
مزهر جبر الساعدي