أقلام حرة
جمعة عبد الله: أسوأ حادث مأساوي.. غرق مئات المهاجرين في البحر المتوسط
البحث عن حلم الوصول إلى أوروبا ينتهي في اغلب الأحيان الى فاجعة مأساوية، الغرق في البحر. وهذه الحوادث المأساوية تتكرر على الدوام، في غرق المهاجرين في بحر (إيجة) أو في البحر الأبيض المتوسط، ولا يمكن أن تتوقف مطلقاً رغم فواجعها المأساوية، أن مغامرة الإبحار في قوارب مستهلكة أو مطاطية، لا تصمد مع امواج ورياح البحر، لتنتهي بها المطاف بعواقب وخيمة على المهاجرين في أغلب الأحيان. لأن السبب الأساسي الذي يدفع الى سلوك طريق مغامرة الهجرة، بأن الوطن سد أبوابه في وجه أبنائه، وجعلهم يتجرعون حنظل بالظروف القاسية والصعبة، التي لا تحتمل و لا تطاق، سوى نافذة الهجرة المفتوحة، ليقعوا بعد ذلك تحت رحمة المهربين، الذين لا يمتلكون ذرة من الضمير والانسانية، سوى الجشع والربح من هذه التجارة السوداء (تجارة البشر) في زج أكبر عدد من المهاجرين في قوارب الموت، ليكون مصير المهاجرين الغرق في اعماق البحر، ليكونوا شهية لحيتان البحر، وهذه الحادثة المأساوية الاخيرة، انطلقت من مدينة طبرق بعد تجميع المهاجرين من عدة مدن ليبية، لتنطلق الى وجهتها صوب ايطاليا، وكما ذكر من شهادة الناجين، بأن كل واحد منهم دفع حوالي 4000 يورو، ولم يمنح لهم سترات النجاة، يعني بعملية بسيطة ربح المهربون من هذه العملية حوالي من 2 الى 3 مليون دولار. وكما ذكر بأن اغلب المهاجرين من النساء والاطفال من جنسيات متعددة، عربية وافريقية، ومن أفغانستان وباكستان، وعن غرق هذا القارب الذي تقول عنه المصادر بأنه كان محملاً بحوالي 750 مهاجراً، تعرض الى حادثة الغرق في الحدود الدولية بين اليونان وايطاليا، وذكر مصادر البحرية اليونانية تقول : بأنها أنقذت حياة 104 مهاجر، وانتشلت حوالي 79 جثة، وما زالت عمليات البحث جارية، ولكن نفس المصادر تقول: أن الاحتمال ضعيف جداً بوجود احياء من حادثة الغرق، سوى انتشال الجثث من اعماق البحر لهذه الحادثة المأساوية. أن تجارة تهريب البشر اصبحت تجارة سوداء لكنها تدر اموالاً طائلة وهي بمثابة جريمة كبرى بحق الانسانية، في استغلال حلم المهاجرين للوصول الى أوروبا مهما كلف الثمن، وبالتالي تتحول الى مأساة الغرق، في قوارب مستلكة أو مطاطية تلعب بها الأمواج البحرية، ويكون مصير المهاجر بين الحياة والموت، إن هذه الحوادث تتكرر على الدوام، ولا يستطيع أحداً ايقافها، وايقاف جشع المهربين المتوحش على حساب القيمة الانسانية للمهاجرين.
***
جمعة عبدالله