كتابات
ماجد الغرباوي: في البدء كان القتل.. من تاريخ العنف
لم يكن العنف، كما هي مسيرة التاريخ، وليد الساعة او نتاج ظروف طارئة او موجة عارمة يرتقب تفتتها. بل ساد العنف علاقة الانسان باخيه الانسان منذ فجر التاريخ، عندما تجرأ قابيل ابن آدم على قتل اخيه هابيل حسدا لمجرد انه كان اوفر حظا في قبول قربانه، فقد جاء في الذكر الحكيم ملخصا لتلك الحادثة التاريخية: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر، قال لا قتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين، لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك، اني اخاف الله رب العالمين، اني اريد ان تبوأ باثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين، فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين)(1). ومنذ ذلك التاريخ ظل الانسان يمارس العنف بابشع صوره وكأنها ارادة الله تعالى: (وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين)(2).
وايضا لم يختص العنف بعصر او زمان دون آخر بل ظل ملازما للانسان طوال حياته، يؤثر فيه ويتأثر به، حتى قيل يولد الانسان وهو يحمل جرثومة العنف بين جنبيه، يفكر دائما باللجوء للقوة والبطش بغية تطويع الاخر واضطهاده واستغلاله، فضلا عن الارتكاز اليه في الدفاع عن النفس وتحقيق اهدافه، وتوظيفه لمواجهة الاخطار الخارجية وتسوية الخصومات الداخلية. والعنف يغور عميقا في الطبيعة البشرية، يخالطها ويتلبس بها ويسكنها. يقول فرويد في كتاب قلق الحضارة خلال وصفه للانسان ومدى علاقته بالعنف: (ليس الإنسان ذلك الكائن الهادئ والمسالم ذو القلب المتعطش للحب، والذي يقال عنه إنه يدافع عن نفسه إذا ما هوجم؛ إنه على العكس من ذلك، كائن يختزل في أعماق ذاته قدرا من العدوانية. فالإنسان هو بالفعل ميـّال إلى إشباع حاجاته العدوانية على حساب بني جنسه، واستغلال عمله دون تعويض، واستعماله جنسيا دون رضى منه، والاستحواذ على كل ما يملكه الآخر، وإهانته، وتعذيبه، وتقتيله كقاعدة عامة. فعدوانية الإنسان الشرسة قائمة، إما تنتظر إثارة تأتيها من الخارج، و إما أنها تندرج في الوصول إلى هدف يكون من الممكن الوصول إليه بأساليب غير عنيفة. فكلما ضعفت القوة الأخلاقية التي تحد من هذه العدوانية وتحدها، صارت الظروف مواتية لكي تظهر هذه العدوانية بشكل تلقائي، وتكشف أن وراء الإنسان حيوان مفترس لا يقيم أي اعتبار لبني جنسه. فكل من استعادت ذاكرته الفواجع التي واكبت نزوح الشعوب أو غزوات جنكيز خان وقبائل المغول وحروب تيمور لنك أو تلك التي تسبب فيها استيلاء تقاة الصليبيين على القدس، دون أن ننسى فواجع الحرب الأخيرة (1914- 1918) ينحني احتراما أمام تصورنا هذا ويعترف بصحته) (3).
ولما تشكلت المجتمعات البشرية كان العنف سيد الموقف في ترويض الناس واخضاعهم لسلطة رئيس القبيلة او المجموعة، وأداة ماضية للاضطهاد والبطش، او لشن هجوم عدواني او صد آخر مماثل، حتى اذا ظهرت معالم الدولة السياسة او الكيان السياسي عاد العنف الاساس في تطبيق القانون وأداة الحاكم المستبد في قمع المعارضة والتفرد بالسلطة. وليس الجانب الاخر من الحضارات سوى صفحة سوداء من الظلم والعدوان والاضطهاد وممارسة العنف بشتى اشكاله. ومن يراجع تاريخ الحضارات يفاجأ بهول المأساة التي مرت بها الانسانية من جراء العنف والتعسف الاستبدادي، فالحضارات السومرية والبابلية والفرعونية وغيرها لم تشيد الا على جماجم المستضعفين من ابناء البشرية، رغم تستر بعض الباحثين على هذه الحقيقة، واصرارهم على طمس الجانب الاخر من تاريخ الحضارات(4)، ذلك التاريخ الذي يحكي قصة معاناة الانسان في ظل العنف والاستبداد، وفداحة الخسائر التي قدمها على هذا الطريق(5).
ولما يبصر الانسان الحياة حتى وجد نفسه مضطهدا مقهورا تحاصره اكثر من سلطة، تقمعه وتضطهده وتقتل فيه كل بادرة ابداع وتألق، وظل الانسان في رحلة شاقة اسيرا تتقاذفه اهواء الطواغيت وتسيره ارادة السلاطين، ولم ير النور الا اذا تداركته يد الرحمة وعاش في ظل سلطة تعي دوره وتحترم مكانته، وتخطط باستمرار لانتشاله من واقعه التعيس، وهي حالات نادرة، لم تستطل حتى تغتالها يد الغطرسة، وتطيح بها نزوات العنف والاستبداد، او تستغلها بعض النفوس الضعيفة باسم الدين، فيعود الانسان ادراجه ليكابد مرارة الحياة من جديد(6). وكأن الحياة مشاهد متواصلة من العنف والعنف المضاد، اذ (ليست هناك لحظة واحدة لا يفترس فيها كائن حي من طرف كائن آخر. وفي أعلى سلم الكائنات الحية يوجد الإنسان الذي لا يفلت شيء من قبضة يده المخربة. فهو يقتل لكي يتغذى، ويقتل لكي يكتسي، ويقتل لكي يتظاهر، ويقتل لكي يتعلم، ويقتل لكي يدافع عن نفسه، ويقتل لكي يتسلى، و يقتل من أجل القتل. هل يتوقف هذا القانون (قانون القتل) عند الإنسان، أي قبل الإيقاع بالإنسان؟ طبعا، لا.
فمن هذا الكائن الذي يستطيع القضاء على هذا الذي يقضي على الكائنات جميعا (الإنسان)؟ إنه الإنسان المكلف بذبح الإنسان.
لكن كيف يستطيع الإنسان أن ينفذ هذا القانون، قانون القتل، وهو كائن أخلاقي متسامح، وهو الذي ولد من أجل أن يحب، وهو الذي يبكي الآخرين كما يبكي على نفسه، والذي يجد متعة في البكاء، والذي يخترع حكايات وتخيلات لكي يبكي، وهو الكائن الذي قيل له إنه سيحاسب على آخر قطرة دم أراقها ظلما؟. إنها الحرب، إنما هي الحرب التي ستقوم بتنفيذ هذا القرار)(7).
اذن لم تكن حادثة ابني آدم قضية تاريخية عابرة يذكرها القرآن للتسلية او لمجرد انها قصة تاريخية او سردا لمسيرة الانسان على الارض، وانما تعكس الحادثة طبيعة العلاقات التي مر بها الانسان خلال مراحل حياته، التي بدأها بلجوء قابيل الى العنف تعبيرا عن غضبه وحقده على اقرب الناس اليه، وهو اخوه، تاركا اساليب اخرى يمكن التعبير بها عن مشاعره المتأزمة وشعوره بالغبن واليأس والاحباط لعدم قبول عمله وقربانه كما في التعبير القرآني. بينما لم يلجأ هابيل الى نفس الاسلوب ورفض الارتكاز الى العنف مطلقا. ورغم ندم قابيل الا ان التاريخ البشري بدأ عنيفا في اول خطواته، ولم تسوده يد الرحمة الا قليلا منذ ذلك الحين. بل (ان قتل هابيل بيد قابيل تحول كبير وانعطاف حاد في مسار التاريخ، باعتبارها اكبر حادثة تمر على الانسان، وتقدم اعمق تفسير علمي واجتماعي. كما انها تمثل نهاية المرحلة الاولى، اي نهاية النظام الاخوي، والمساواة في الانتاج والصيد (هابيل)، وظهور الانتاج الزراعي والملكية الخاصة وتشكـّل اول مجتمع طبقي. وهي اول نظام تسوده التفرقة والاستغلال وعبادة المال وعدم الايمان، وبداية الخصومة والتنافس والاعتداء والعبودية وقتل الاخ (قابيل)·
ثم ان بقاء قابيل، بعد ذهاب هابيل، حقيقة موضوعية تاريخية. اذ صار الاخير يتحكم بالدين والحياة والاقتصاد والحكم والمستقبل . ... وقد ذهب هابيل من غير ذرية، بينما انحدرت جميع البشرية من نسل قابيل)(8). فحادثة ابني آدم تمثل في رأي شريعتي نهاية مرحلة ودخول في مرحلة جديدة. وهذا يعني ان قراءة الحادثة من زاوية اخرى يفضي الى نتيجة تكرس العنف سببا للانعطاف التاريخي الذي مرت به البشرية، بعد ان قضى العنف على مرحلة المساواة والاخوة وانتقل بالانسان الى مرحلة الانتاج. أي ان العنف كان السبب وراء التحوّل التاريخي للانسان في تلك المرحلة بالذات. ورغم عدم وجود ادلة كافية تشهد لتلك الحقبة التاريخية، لكننا لسنا بصدد مناقشة آراء شريعتي من هذه الجهة، وان ما يهم البحث هو اكتشاف تأثيرات العنف على حياة الانسان. فطالما قاد العنف مسيرة شعوب ومجتمعات باتجاهات لم تخطط لها، او لم تتأهل لها لولا العنف الذي فرض المرحلة التاريخية عليها. ومثالها الواضح الحروب والصراعات التي اجتاحت بعض البلدان وزجت بها في إتون التخلف الحضاري والاقتصادي، وعادت بها الى الوراء عشرات السنين لتعاني ألم المكابدة والكدح من جديد.
ثم الغريب ان تكون حادثة القتل (قتل قابيل لهابيل) اول خطوة في تاريخ الانسان فرضت نفسها على الكتب المقدسة حتى خلدت بخلودها. وربما الحكمة اقتضت ان تبقى جرس انذار على مخاطر العنف، وقدرته الكبيرة على تحويل مسار الاحداث، والتحذير ايضا من مفاجأته التي تغزو الانسان على حين غرة، ما لم تتداركه يد الرحمة ويؤوب الانسان الى رشده قبل ارتكابه عملا يكلفه حياته احيانا. اذ عندما يستولي العنف على مشاعر الانسان يفقده صوابه فلا يتردد في ارتكاب أي عمل، ومع أي شخص كان، حتى لو كان هابيل اخاه، الذي لم يجد غيره نديما وعونا على الحياة، وانيسه الذي كان يحطم به سكون الوحدة ويدفع به طود الوحشة. لكنه العنف الذي يصدر عن الانسان نفسه وبارادته مع قدرته على التحكم به، حتى سولت له نفسه قتل اخيه، ربما لقضية تافهة لا تستحق هذا القدر من العنف والحماقة، لولا الحسابات الخاطئة للانسان عندما يغادر ساحة العقل ويترنح في ميدان الهوى والنفس والمصالح الشخصية والكبرياء والنرجسية المفرطة و...، التي تبرر له الاستهانة بحياة ومقدرات وكرامة الآخرين. وتارة يصل التعنت بالارء والقيم الشخصية حدا يتمنى معه صاحبه سحق الناس جميعا من اجل الحفاظ على مصالحه ورد اعتباره، او تشبثا برأيه انطلاقا من ايمانه بصحته ونهائيته. انها مأساة الانسان الذي يرتكب العنف ويعاني منه في وقت واحد.
ولا اعتقد ثمة شخص او جهة لا تقدر خطورة العنف وتداعياته على الفرد والجماعة لكنها تمارس العنف بارادتها وفق تصورات غالبا ما تكون خاطئة لا تحظى برصيد كاف ٍ من الصحة والعقلانية التي تؤهلها لان تكون قاعدة لممارسة العنف ضد الآخر، مهما كان الآخر في توجهاته واتجاهاته الفكرية والعقيدية.
ثمة ملاحظة مستوحاة من الآية الكريمة، التي لا تنقضي دلالاتها لغزارتها وثرائها، وهي ان تسوية العنف والعودة الى مائدة السلام تتوقف على جميع الاطراف، وما لم يستجب الجميع لمبادرات الاسلام ويتخلوا عقيدة وفكرا وثقافة وسلوكا عن العنف، فان الاخير سيبقى قنبلة موقوتة تتفجر متى استوفت شروطها، لذا وقع العنف وقتل قابيل هابيل رغم ان الاخير لم يشارك اخاه اسلوبه العنيف في تسوية القضايا (لان بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لاقتلك، اني اخاف الله رب العالمين، اني اريد ان تبوأ باثمي واثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين). لكن رغم ذلك وقع القتل وصدر العنف من قابيل، لانه كان كامنا في لا وعيه، وكان يمثل بالنسبة له عقلا وثقافة واستراتيجية. لذا لا يصار الى مجتمع مسالم ما لم يتخل عن العنف بكل صوره واشكاله، والا فالخطر يبقى كامنا فيه يبحث عن مناسبة ليطفو على السطح.
وايضا يمكن استنطاق الحادث التاريخي بشكل آخر، كما جاء في الآية الكريمة، فنشاهد ان الاحباط الذي اصاب قابيل بسبب عدم قبول قربانه كان السبب وراء قتله لاخيه، وليس الغضب والثورة الا تجسيدا لحالة اليأس المتفاقمة في نفسه. مما يعني ان اليأس والاحباط سيكون حاضرا في تفسير كثير من مظاهر العنف في البلاد الاسلامية. وليس بالضرورة اليأس من الماديات، وانما اليأس السياسي او اليأس النفسي عندما يشعر الفرد بالعجز عن الاتيان بعمل صالح يقربه من الله تعالى ويخلصه من النار فيضطر الى ارتكاب عمل ارهابي بقصد تحقيق مرضاته تعالى. وهو فهم خاطئ، وتجوز على الله تعالى، فلا يعرف قيمة الاعمال الا الله، وربما عمل صغير يدخل الانسان الجنة، بينما اعمال كثيرة لا تتوفر فيها شروط النية الصالحة لا تشفع للانسان في الآخرة. وهو موضوع آخر سنتناوله في فصول لاحقة.
وما زال العنف باشكاله المختلة تحديا قاهرا لأجندة اي مشروع طموح يروم المجتمع تطبيقه عبر وسائل سلمية ترتكز الى منطق الحوار الديمقراطي. والاخطر على ذلك المجتمع ومؤسساته السياسية عندما يتحول العنف الى ارهاب عدواني مسلح يطال كل شيء، فان درجة اخفاقه او نجاحه في مشروعه، ومدى قدرته على الصمود في مواجهة تلك التحديات، ستكون رهن ما تتركه العمليات الارهابية من تأثيرات سلبية. من هنا كان الفعل الارهابي وما يزال، التحدي الاخطر لكل مشروع على الاصعدة كافة. وبات الارهاب مفهوما مرعبا يثير القلق لدى الانظمة والشعوب على السواء بفعل مساحة الدمار التي تلحقها العمليات الارهابية بالانفس والممتلكات والمباني العامة. وقد رفع القلق والخوف من الارهاب درجة تأهب الاجهزة الامنية سيما في الدولة المستهدفة بالعمليات الارهابية، وصار يؤرق أعلى المستويات الحكومية والحزبية، وكلفت نفقات محاربة الارهاب كما تسمي ذلك الدول الكبرى مبالغ باهضة وزاد من نفقات ميزانية الامن والانفاق العسكري(9). وربما تسبب الارهاب في فقدان مناصب حكومية او استبعاد حزب وفوز اخر. فعندما استهدفت العمليات الارهابية بعض الدول اخفق قادتها السياسيون في تحقيق نصر في الانتخابات التي تلت العمليات بثلاثة ايام، حتى لم يشفع له ما يتمتع به حزبه من رصيد جماهيري كان من المفترض ان يؤهله بالفوز بها(10).
ومنذ اندلاع العمليات الارهابية اصبح الارهاب تهمة خطيرة تفضي الى عقوبات صارمة سياسية وقضائية وربما مقاطعة اقتصادية. ويكفي أن تتهم حركة سياسية أو دولة بالارهاب لان تصدر بحقها كثير من الاجراءات القانونية. لذا اخذت الحركات والاحزاب بل الدولة المتهمة بالارهاب تتشبث بكل الوسائل من اجل دفع تهمة الارهاب عنها، خشية ان تطالها عقوبات تفقد معها مصداقيتها ومكانتها، سيما اذ كان طرف الادعاء الدول الكبرى والدول الصناعية المتقدمة تكنولوجيا، أي الدول الغنية صاحبة القرارات والتأثير الحقيقي في المؤسسة الدولية المعنية بالامر. والاكثر من هذا اصبح الارهاب مبررا للقيام بعمليات عسكرية ضد بعض الدول أو الحركات السياسية، كما صار مسوغا لكثير من الاجراءات والقوانين الدولية والمحلية ضد شعوب كاملة، كاجراءات بعض مطارات ومؤسسات الدول الغربية، ضد المسلمين خاصة، لكثرة التهم التي حامت حولهم في مجال الارهاب
والجدير بالذكر (إن التطرف والعنف باسم الدين ليسا منحصرين في الدين الإسلامي وحده؛ ومع أن البوذية أقل الأديان ذكرا للعنف، فقد وجدت في التسعينات الماضية منظمة بوذية إرهابية في اليابان استخدمت الغاز في مترو طوكيو، مبررة ذلك باسم مكافحة الخروج على البوذية والعودة للبوذية "الأصلية." كما أن العديد من حاخامات إسرائيل مجدوا اغتيال رابين وبرروه توراتيا. أما بعض القسس اللوثريين والبروتستانتيين المتطرفين في أمريكا، فقد أنشئوا ميليشيات صغيرة تهاجم المراكز الطبية التي تمارس الإجهاض، ومنهم من هاجموا نوادي خاصة بالمثليين جنسيا؛ وهؤلاء المتطرفون يدينون المسيحيين اللبراليين كما يهاجمون المسيحيين المحافظين باعتبار أن أولئك انتهازيون وهؤلاء جبناء! وحركات السيخ تطورت في التسعينيات لترفع شعارات دينية مع شعار الانفصال، فمارست سلسلة عمليات دموية ضد الهندوس والدولة الهندية)(11)
***
ماجد الغرباوي
10 - 7 - 1917
............................
* بحث مستل من كتاب: تحديات العنف، ماجد الغرباوي، العارف للمطبوعات، بيروت لبنان والحضارة للأبحاث، بغداد – العراق، ط2008، 29 – 38.
الهوامش والمصادر:
1- سورة المائدة، الآيات: 27 – 30.
2- سورة البقرة، الآية: 36.
3- الدكالي، محمد، تأملات فلسفية في ثنايا العنف، مجلة فكر ونقد،مصدر سابق.
4- للاطلاع على بعض مشاهد الاستبداد في الحضارات القديمة، انظر على سبيل المثال: مكاوي، د. عبد الغفار، جذور الاستبداد ... قراءة في ادب قديم، سلسلة عالم المعرفة (192)، الكويت المجلس الوطني للثقافة والفنون.
5- الغرباوي، ماجد، اشكاليات التجديد، سلسلة كتاب قضايا اسلامية معاصرة ، 2001 - ، بيروت، دار الهادي، ص 153.
6- جوزيف دوميسر عن المصدر نفسه.
7- الدكالي، محمد، تأملات فلسفية في ثنايا العنف، مصدر سابق.
8- شريعتي، د. علي، اسلام شناسي (جامعة مشهد)، (بالفارسية)، ج1، ص 26.
9- قال « معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام »، الذي يحظى بوزن كبير على الساحة الدولية، ان الانفاق العسكري العالمي قفز 11 في المائة عام 2003 نتيجة زيادة هائلة سببها الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الارهاب.
وقال المعهد ان انفاق الولايات المتحدة يشكل نحو نصف اجمالي الانفاق العسكري البالغ 956 مليار دولار والذي زاد 18 في المائة بالاسعار السائدة عامي 2002 و2003.
وأضاف في تقريره السنوي لعام 2003: ان الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق « لم تساعد الديمقراطية في العالم العربي، بل أتاحت جبهات وحوافز للارهاب وهو العامل الذي فاق أي أثر رادع». وزاد الانفاق العسكري الاميركي بسبب مبدأ الضربات الوقائية الذي يتبعه الرئيس جورج بوش ردا على هجمات 11 سبتمبر (ايلول) التي اتهم تنظيم «القاعدة» بارتكابها.
واقترح البيت الابيض زيادة مطردة في الانفاق العسكري على مدى الخمس سنوات القادمة ليصل الى 487.8 مليار دولار ابتداء بزيادة سبعة في المائة في السنة المالية 2005 .
ولكن مع تضخم عجز الميزانية الاتحادية، فإن هناك ضغوطا لخفض الانفاق العسكري. ويعادل هذا الانفاق، من الدول الغنية التي تشكل 16 في المائة من سكان العالم، ثلاثة أرباع اجمالي الانفاق العسكري العالمي. وتفوق الميزانية العسكرية لهذه الدول الدين الخارجي للدول الفقيرة مجتمعة وعشرة أمثال ما يجري انفاقه على المساعدات. انظر جريدة الشرق الاوسط اللندنية الصادرة يوم 10/6/2004.
10- كما حدث بالنسبة الى رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا اثنار، الذي خسر الانتخابات عندما طالت العمليات الارهابية مدريد العاصمة قبيل التصويت، واسفرت عن قتل 200 شخص وجرح 1400 فجاءت النتيجة لصالح الحزب الاشتراكي ضد الحزب الشعبي.
11 - الحاج، عزيز، انما هم باسم الله يقتتلون، مقال منشور في موقع ايلاف الالكتروني، يوم، 3/5/2006.
http://www.alhadhariya.net/dataarch/thqafaumajtma/index248.htm