بأقلامهم (حول منجزه)
سحر ما كشفته يد الأستاذ ماجد الغرباوي
حديث ساخن مفتوح بلا قيود ولاخطوط حمراء ولا محاذير. حديث العقول المنفتحة وحديث الافكار الحرة.. لا ابالغ اذا قلت ان ان هذا اللقاء كان من اثمن واغزر اللقاءات الفكرية طيلة تواجدي في استراليا. شعرت وانا استمع لحديث الاستاذ الكبير المتواضع ماجد الغرباوي بطاقة ايجابية كبيرة تتسلل الى مفارق جسدي وتمدني بعزم هائل يدفعني نحو التحليق في فضاءات الفكر اللامتناهية.
طاقة عظيمة قد تحللت وانا استمع الى حديثه الذي ابتدأه بثقة عالية تدل على عمق اطلاعه وصلابة يقينه واتضاح رؤيته فيما يخص مشاكل الاسلام عامة والتشيع خاصة، وعلى رأسها التطرف.
ثقة الغرباوي وقوة طرحه وجرأته الواضحة مع هدوئه المتزن كسر ماتبقى عندي من القيود الثقافية والاجتماعية التي كبلتنا بها عادات الاباء والاجداد الذين وجدناهم على امة وسرنا على اثارهم غير مهتدين.
استدلات الغرباوي ومقارناته الواقعية واكتشافاته الحقيقية كانت بمثابة مفاتيح للمغالق الذهنية التي نمت وترعرعت بجهود الخط الغلوائي المتشدد الذي سلب حرية الفكر وحرية العقل وحرية النقد لكي يحيل عقولنا الى جمادات.
كلام الغرباوي كان مشاعلا تضيئ الطريق امام الساعين الى انقاذ العقل وتحريره من عبودية الخرافة وسلطة الطقوس و منهج التطرف والتشدد والتزمت وسحر الغلو ورفض الاخر واحتكار الحقيقة.
وبينما كان لقاء الاستاذ الغرباوي وحديثه جاذبا وممتعا، الا انه ذكرنا مرة اخرى بمسؤولية المثقف في تحمل اعباء المشروع الاصلاحي والقيام بادوارنا الفردية وعدم التراخي في تأديتها.
وبخلاف ذلك فان مشروع الخرافة والجهل والتطرف والتقديس سينتشر لانه يحصل على من يموله في اغلب الظروف.
لانفع في الفكرة الجيدة والحقيقة البينة مالم تصحبها شجاعة البوح وجرأة الطرح؛ فقد يضل الذهب حبيسا في مناجمه ويبقى الماس دفينا في مواطنه مالم تمتد اليه يد المجازفين لتقدمه كنزا يسحر عيون الناظرين اليه.
وانا اكتب هذه الكلمات، لا اشك ابدا اني واقع تحت سحر ما كشفته يد الغرباوي من اسرار كبيرة ازال عنها بجرأته غبار القرون ومسح عنها بهمته ادران الجهل والغلو.
بوركت وبورك جهدك وجهادك ايها المجاهد.
أحمد راضي – كاتب وأديب
ملبورن - استراليا
...................................
وجهة نظر الكاتب بالندوة التي عقدت في مركز الحوار الانساني في مدينة ملبورن -أستراليا يوم 29 - 10 - 2016، حيث تحدث فيها الكاتب والباحث الأستاذ ماجد الغرباوي، رئيس مؤسسة المثقف، بجرأة عالية عن أسباب العنف وخلفياته الفكرية والثقافية والعقيدية