أقلام ثقافية

نايف عبوش: الكاتب زعال الجبوري.. ونزيف العواطف وحكايات مواقد الشتاء

في كتابه الجديد (نزيف العواطف وحكايات مواقد الشتاء) طباعة مطبعة نركال/ الموصل/بطبعته الأولى لعام ٢٠٢٥.. وبتقديم الأستاذ أحمد الحاج، تحت عنوان (زعال مصطفى الجبوري.. ذاكرة المكان ولحظات التجلي).. الذي ابدع حقاً بوصفها نصوصا تنتمي لتيار مابعد الحداثة في اسلوبها وبلاغتها وصياغتها..

وفي هذا الإصدار الابداعي، وفي حكايات مواقد الشتاء، يستعيد الاديب المبدع الاستاذ زعال الجبوري أصوات الجدات، وهن ينسجن الحكايات على لهيب الفحم المتوهج في ليال يغمرها البرد والحنين، فتشتعل الذاكرة دفئا ودهشة.. وهو يعكس بحسه المرهف، ووجدانه المتوقد، تجربته عن تراث جدات ريف الديرة أيام زمان اذ يستعيد ذكريات صباه، التي عاشها معهن في مجموعة مقالات وجدانية شجية، بطابع سرديات قصصية مدهشة.. تشد القاريء للإعجاب بها والتفاعل الوجداني مع مروياتها..

 ولعل الكتاب بسردياته التراثية الجميلة، يلفت الإنتباه إلى أهمية توثيق الموروث الشعبي الريفي، بما هو هوية اصالة، وعراقة عميقة الجذور، للحفاظ عليه من الضياع بتداعيات العصرنة المتسارعة، بجوانبها السلبية، التي طالت عواقبها كل جوانب حياتنا الراهنة.. من عزلة اجتماعية، وانغماس مقرف، في مفرداتها، وابتعاد عن موروثنا الاجتماعي، والحضاري، والتراثي، الأمر الذي يتطلب تحفيز الجيل الجديد من الناشئة، للتواصل مع موروثه الاجتماعي.. في عملية ترادف جادة.. تقوم على التواصل، والإستلهام الواعي للموروث، والتفاعل مع إيجابياته، في نفس الوقت الذي يعيش فيه حياة الحداثة، التي تتسارع معطياتها بشكل صاخب، يهدد موروثنا الشعبي بالكنس، والمحو من الوجود بمرور الزمن.

كل التوفيق والتبريكات للأستاذ زعال على تأليف هذا الكتاب بسردياته الهادفة.. وبوركت مبادرة مجلة صدى الريف في تشجيعها الأدباء والكتاب، لتوثيق الموروث الريفي، ليكون في متناول الجميع، سعيا منها اتعزيز ثقافة الموروث الشعبي.. وتوثيقها والحفاظ عليها من الضياع بتداعيات ضجيج العصرنة الصاخبة بجوانبها السلبية..

***

نايف عبوش

 

في المثقف اليوم