أقلام ثقافية

جاسم الخالدي: دوائر مفرغة

يتساءل معلمي: هل أدركت يوما لماذا نغادرُ هذا العالم الفسيح

قبل أن نُتمَّ ما بدأناه من أعمال؟

هل علمت عن الشعراء رحلوا وتركوا قصائدهم نهبا لأيدي ورثتهم، فبقيتْ القصائد حبيسة الأيام؟

وهل ترى ذلك الشاب الواقف على أعتابِ الحياة، يحلم بامرأةٍ لا تُشبه نساءَ العالمين؟

لقد ترك قمصانه الزاهية وبدلته الجديدة التي لم يرتدها سوى مرة واحدة يتيمة.

هناك.. طفلٌ صغيرٌ يعدُّ على أصابعه منتظراً (عيديته) مع إشراقة كل نهار: لكن الشمس تشرق وتغرب دون أن تصله.. يفتح عينيه ليجد نفسه وحيدًا محاطاً بالقبور.

**

يا أيُّها الجنديُّ المغامرُ تجلسُ في مكانٍ تكشف منه ما حولك، وتكون مكشوفا لمن حولك، تظنُّ أنَّك في مأمن عن العدوِّ، وأنَّ خصمك على وشك الاصطياد. تغمضُ عينيك فترى حبيبتك تنتظرك في ما تبقّى من ساحة (الميدان). تستظلُّ من قيظ الظهيرةِ، وتنظرُ في ساعتها ثم تعود نحو أدراجها تفتح عينيك فلا تجد من يحتضنك، تدورُ حولَ نفسِك بأعصاب لا تعرف الهدوء.

**

أيُّها المغامرُ في دروب اللذاتِ تشتاقُ إلى ملذاتٍ جديدةٍ، الى امرأة يقطرُ العسل، وتفيضُ ندًى لرجلٍ مثقلٍ بالرجولة، يصطادُ تلك الملذاتِ. يصمتُ فجأة، فتتهاوى الملذاتُ من جيبِ سروالِهِ، وتتدافع الأيادي لتهيل الترابَ على رأسهِ المكتنزِ بالفواتيرِ.

***

د. جاسم الخالدي

في المثقف اليوم