أقلام ثقافية

صادق السامرائي: الشاعر والكرسي!!

الشاعر يمكنه أن يصنع أمة، كما فعل الرئيس "ماو" (1893 - 1976) فهو – برغم ماله وما عليه – صنع أمة الصين، وكان يتفاعل مع مئات الملايين من المواطنين، وإستطاع بشعره وما ينحته من أفكار وتطلعات في قصائده أن يلم شملهم، وينطلق بهم إلى آفاق المجد الحضاري المعاصر، بإلهاماته المتواصلة للذبن من حوله وأعقبوه.
الصين اليوم تمثل خمس نفوس الأرض، وتتسيد على عرش الإقتصاد العالمي، وتمتلك طاقات صناعية لا تُضاهى.
الرئيس ماو وظف الشعر للتثوير الجماهيري والإستنهاض الشعبي والتعبير الوطني بالجد والإجتهاد، والعمل المتوثب نحو المستقبل الزاهر الرفيع.
أدهشتني قصائده وكتاباته التي تستدعي البحث والتقييم لكل قرار تتخذه القيادة، وبهذه الروح البحثية النقدية التفاعلية إستطاع أن يضع الشعب الصيني على سكة الإنطلاق المطلق في رحاب الزمان.
وكان شعره كلاسيكيا ويوظف الطبيعة كرمز ويعبر عن الإرادة والتحدي.
من قصيدة الثلج 1936
"الجبال مغطاة بثلج لا نهاية له
وأنهار الشمال تجمدت تماما
وفي داخل البلاد إنتصبت مئات الآلاف من التلال
لكن، من منهم كان بطلا حقيقيا"
ومن قصيدة إستراحة على جبل لوشان 1934
"الرياح تعصف والسحب تتجمع
الفتال يشتد في المضائق
يجب أن نشق طريقنا عبر الصخور
لأن النصر مرسوم أمامنا"
وهذه من قصائده المشهورة وكذلك قصائد: تشانغشا 1925، المسيرة الطويلة 1936، التاسعة المزدوجة 1929 وغيرها من القضائد الإلهامية الثورية المؤثرة في ترتيب آليات العقول، فقصائده وخطبه كانت أشبه بآليات تفكيك وإعادة تصنيع التفكير في المجتمع الصيني.
فهل لدينا قدرة ماوية شعرية على إعادة تصنيع حياتنا؟
و"الشعر مصباح أقوامٍ إذا التمسوا...نور الحياة وزند الأمة الواري"!!
***
د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم