أقلام ثقافية
كفاح الزهاوي: تأملات في عشق الوطن

الوطن لا يعني فقط التربة، النهر، السماء أو مجموعة من الناس، بل هو شعور عميق بالانتماء والإخلاص والتضامن والتضحية واحترام الذات.
إن تشعر بأن رائحة أرض الوطن لا مثيل لها؛ وإن الشمس المشرقة عليها تنشر دفء الحرية والأمان؛ وإن السماء فوقها لا تباح شرفها لمن هب ودب؛ وإن حب الإنسان للإنسان لا يضاهيه كنوز الدنيا.
الوطن هو السور الذي يحيط بتاريخك العريق ونضالك الطويل؛ إنه يحفظ كرامتك ويصون ضميرك، حيث تتعانق الذكريات مع الآمال، وتتجدد العزائم في ظل الوفاء.
هو القوة التي تبث الرجفة في الأبدان عندما تعزف الموسيقى أنغامها العذبة، فتُدمع العيون وتسرع نبضات القلب.
إنه الجدار المنيع الذي لا تخترقه رصاصات الأعداء، والربيع الذي تزدهر فيه الزهور، حيث تتنافس الأشجار في كثافة ثمارها، وتتضوع عبق الأرض بأناشيد المحبة والوحدة والإرادة المشتركة.
الوطن كالبوصلة التي تمكن السفينة من العثور على هدفها نحو المرفأ، والمنارة التي تضيء الطريق في الظلام، ولغة الحقيقة والشرف الإنساني والحضن الدافئ.
الوطن هو الملاذ الآمن الذي نجد فيه السكينة والطمأنينة، حيث تنبض قلوبنا بالأمل والتفاؤل على الرغم من التحديات. هو المكان الذي يحمل ذكريات الطفولة والشباب، يروي قصص العائلة والأصدقاء، ويشكل هويتنا وجذورنا.
الوطن هو حكاية لا تنتهي قط، قصة كاملة عن أرض خصبة تنمو فيها أحلامنا وتزدهر، وعن هواء نقي نتنفسه بشغف. إنه الرفيق الذي يرافقنا في كل خطوة نخطوها، ويظل حاضرًا في وجداننا مهما ابتعدنا.
الوطن هو المكان الذي نعود إليه بشوق ولهفة، حيث نجد الأحضان الدافئة والابتسامات الصادقة. هو المكان الذي يعطينا القوة والإلهام لنكون أفضل، ويدفعنا لتحقيق طموحاتنا وأحلامنا.
الوطن هو الجمال الذي ينتشر في كل زاوية، نجده في الطبيعة الخلابة وفي الوجوه الطيبة. هو النور الذي يضيء دروبنا، والظل الذي يحمينا من حرارة الحياة. هو الحب الذي لا ينضب، والبيت الذي لا يغلق أبوابه.
الوطن هو النبض الذي يحرك الحياة في عروقنا، هو الحلم الذي نتطلع إلى تحقيقه يومًا بعد يوم. هو المكان الذي نجد فيه ذاتنا ونستمد منه قوتنا. في الوطن، تتحول الأحلام إلى واقع، والآمال إلى إنجازات.
***
كفاح الزهاوي