قراءات نقدية
كريم عبد الله: قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (انتظار) لنصيف علي وهيب
الأسلوب والصورة الشعرية:
تتميز القصيدة باستخدام الصور الشعرية الموحية والرمزية، مثل (تلوي خصلة شعر) و(غزل الليل) و(وجهُها أضحى أصيلاً)، مما يعكس حالة من الترقب والانتظار المفعم بالمشاعر والأحاسيس. تتداخل العناصر الطبيعية مع العاطفية، حيث يشير (الغروب يئن) و(الليل يرخي انتظاره) إلى حالة نفسية مترقبة وحزينة في آن واحد.
التكرار واستخدام التوازي:
يتكرر عنصر الانتظار في النص عبر استعارات مثل (الانتظار لنجمة الصباح مع القمر) و(الليل يرخي انتظارهُ)، مما يعزز من طابع النص الساكن والمتأمل. التوازي بين الليل والمساء، وبين الأمل والفقد، يخلق إيقاعاً شعرياً منتظماً يعكس جو الانتظار الذي لا ينتهي.
الزمن والمكان:
الزمن في القصيدة يتأرجح بين الحاضر والمستقبل، حيث يبرز الحاضر من خلال (غروب يئن) و(المساء حزين)، بينما يتوجه المستقبل عبر (أحلاماً لفجر يوم من الأيام الآتية). هذا التناوب بين الحاضر والمستقبل يعكس حالة الاستشراف والتطلع للأفضل في المستقبل.
اللغة والمفردات:
اللغة المستخدمة في القصيدة غنية بالرمزية والتشابيه، حيث يرمز الشاعر إلى الزمن والمكان بطريقة تعبيرية قادرة على إيصال شعور الانتظار والتوق في قلب القارئ. الكلمات مثل (بحيرة السبابة والابهام) تشير إلى دقة اللحظة، بينما تكمن دلالة (أصيلاً) في تعزيز الإحساس بالثبات والقدرة على التكيّف مع مرور الزمن.
الإيقاع والوزن:
النص يعكس إيقاعاً هادئاً، حيث يبرز التأمل والتوقع ببطء، وهو ما يتناسب مع موضوع الانتظار. يتم التنقل بين السطور دون استعجال، مما يساهم في إيصال الشعور العام بالانتظار العميق والمترقب.
الخلاصة:
قصيدة (انتظار) لنصيف علي وهيب تجمع بين الرمزية والصور الشعرية العميقة لتصور تجربة الانتظار التي تحمل مشاعر الحزن والأمل والتطلع. اللغة المتأنية والتكرار المتقن يعززان من إيقاع النص ويجعلانه يعبر عن مشاعر شخصية وعامة في آن واحد.
***
بقلم: كريم عبد الله - العراق
......................
انتظار
تلوي خصلة شعر من ذوائبها، بحيرة السبابة والابهام، غزل الليل إرتقاب، للشمس المشرقة على الكون، وجهُها أضحى أصيلاً، الغروبُ يئن انتظاراً لنجمة الصباح مع القمر، المساءُ حزين والليل يرخي انتظارهُ احلاماً لفجر يوم، من الأيام الآتية.
***
نصيف علي وهيب - العراق