قراءة في كتاب
غالب المسعودي: المَتْنُ الجامع وقَطِيعُ النِّهَايَة

ضوء على كتاب العدم السريالي
هُوَ كِتَابٌ أَزْرقُ لَا يُقْرَأُ، وَالْمَتْنُ اَلْوَجْودي اَلشَّامِلُ. كُلُّ جُمْلَةٍ مِنْهُ شَقٌّ فِي جِدَارِ الوهم، القطيع لَا يَحْتَاجُ إِلَى صَوْتٍ. إِنَّهُ يَسِيرُ بِإِيقَاعِهِ الدَّاخِلِيِّ إِلَى المَجْهُولِ بِخُطَىً مَحْفُوظَةٍ، الجَمِيعُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ سَيَجِدُ مِفْتَاحَ العُبُورِ، وَلَا يَعْلَمُ أَنَّ البَابَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَصْلًا.
المَكَانِ الهَشِّ
المَكَانُ لَيْسَ نُقْطَةً عَلَى خَارِطَةٍ، بَلْ هُوَ شَكٌّ يَتَسَرَّبُ مِنْ ثُقُوبِ الجَوْرَبِ القَدِيمِ الَّذِي كُنْتَ تَرْتَدِيهِ وَأَنْتَ صَغِيرٌ الحُدُودُ هِيَ خُطُوطٌ رَسَمَتْهَا الفَرَاشَاتُ لِتُضَحِّكَ المُؤَرِّخِينَ، وَكُلُّ وَطَنٍ هُوَ مُجَرَّدُ هَمْسٍ تَنَاسَاهُ الصَّدَى فِي بِئْرٍ جَافَّةٍ.
الكَائِنَاتِ المُعَلَّبَةِ
نَحْنُ لَسْنَا نَاسًا، بَلْ نَحْنُ تَجْرِبَةٌ فِيزْيَائِيَّةٌ فاشِلَةٌ، مَحْشُوَّةٌ بِالذَّرَّاتِ البَائِسَةِ دَاخِلَ عُلَبِ الصَّفِيحِ الَّتِي نُسَمِّيهَا أَجْسَادًا القَلْبُ لَيْسَ مِضَخَّةً، بَلْ هُوَ سَاعَةٌ مُتَوَقِّفَةٌ تُرَاقِبُ بِلا مُبَالَاةٍ الدَّقَائِقَ الَّتِي تَمُرُّ فِي خَارِجِ الزَّمَنِ.
مَزْمُورُ النِّسْيَانِ كَوَعْدٍ النِّسْيَانُ هُوَ الوَحِيدُ الَّذِي يَفِي بِهِ الوُجُودُ. هُوَ الثَّلْجُ الَّذِي يُغَطِّي آثَارَ خَطَوَاتِنَا كَيْ لا تَجِدَنَا المَشَاعِرُ، عِنْدَمَا تَنَامُ، فَأَنْتَ لَا تَسْتَرِيحُ، بَلْ تُشَارِكُ فِي بُرُوفَةٍ صَامِتَةٍ لِلْغِيَابِ الأَكْبَرِ، حَيْثُ الأَحْلَامُ هِيَ فَضَلاتُ اليَقَظَةِ.
قَصِيدَةُ الظِّلِّ المُسْتَقِيلِ
الظِّلُّ هُوَ الجُزْءُ الأَكْثَرُ صِدْقًا مِنَّا. لَقَدِ اسْتَقَالَ مِنْ مُهِمَّةِ تَتَبُّعِنَا، وَانْضَمَّ إِلَى جَمْعِيَّةِ الأَشْبَاحِ الَّتِي تُنَظِّمُ مُظَاهَرَاتٍ ضِدَّ الضَّوْءِ. لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا مِرْآةٌ خَلْفِيَّةٌ عَلَى جَبْهَتِهِ، تَعْكِسُ مَا يَرْفُضُ أَنْ يَرَاهُ، وَهُوَ أَنَّهُ يَسِيرُ دَائِمًا فِي الاتِّجَاهِ الخَطَأِ نَحْوَ الصَّوَابِ.
نُبُوءَةُ الكَلِمَةِ المُتَصَدِّعَةِ
اللُّغَةُ هِيَ فِخٌّ نَصَبَتْهُ الأَصْوَاتُ لِلأَفْكَارِ. كُلُّ جُمْلَةٍ هِيَ جِسْرٌ يَتَدَاعَى بِمُجَرَّدِ العُبُورِ عَلَيْهِ نَحْنُ نَتَحَدَّثُ لِنُخْفِي أَنَّ الأَشْيَاءَ لَا تَمْلِكُ أَسْمَاءً فِي الأَصْلِ، وَأَنَّ الكِتَابَةَ هِيَ مُحَاوَلَةٌ بَائِسَةٌ لِحَبْسِ الرَّمْلِ بِخَيْطٍ مِنَ الدُّخَانِ.
صَحِيفَةُ الصَّمْتِ الهَادِرِ
الصَّمْتُ لَيْسَ غِيَابًا لِلصَّوْتِ، بَلْ هُوَ الأوركسترا الوُجُودِيَّةُ الحَقِيقِيَّةُ، حَيْثُ تَعْزِفُ العُقَدُ النَّفْسِيَّةُ أَلْحَانَهَا المَلْحَمِيَّةَ. عِنْدَمَا يَصْمُتُ الجَمِيعُ، تَسْمَعُ صَرِيرَ المَفَاصِلِ الَّتِي تَرْبِطُ الأَمْسَ بِالْغَدِ، وَتُدْرِكُ أَنَّ الزَّمَنَ مَا هُوَ إِلَّا بَحِيرَةٌ مُتَجَمِّدَةٌ نَتَزَلَّجُ عَلَى سَطْحِهَا.
مُقَدِّمَةُ السَّرَابِ كَإِيْمَانٍ
الإِيمَانُ لَيْسَ يَقِينًا، بَلْ هُوَ قُدْرَتُكَ عَلَى مُعَانَقَةِ السَّرَابِ بِحَرَارَةٍ أَكْبَرَ مِنْ حَرَارَةِ الشَّيْءِ الحَقِيقِيِّ الَّذِي لَمْ تَجِدْهُ، كُلُّ مُعْجِزَةٍ هِيَ فِعْلُ خَدَاعٍ مُمْتَازٌ، تَقُومُ بِهِ الطَّبِيعَةُ لِتَضْمَنَ أَنَّ البَشَرَ سَيَظَلُّونَ يَبْحَثُونَ عَنِ الإِجَابَةِ فِي الاتِّجَاهِ الخَاطِئِ.
الكُرَةِ الزُّجَاجِيَّةِ المُنْكَسِرَةِ
المُسْتَقْبَلُ لَيْسَ قَادِمًا، بَلْ هُوَ مَاضٍ لَمْ نَعِشْهُ بَعْدُ. هُوَ كُرَةٌ زُجَاجِيَّةٌ مُنْكَسِرَةٌ تَتَكَوَّنُ مِنْها سَاعَتُنَا الرَّمْلِيَّةُ، كُلُّ مَا تَفْعَلُهُ اليَوْمَ سَيَظَلُّ مُعَلَّقًا فِي مَتْحَفِ الأَخْطَاءِ غَيْرِ المُرْتَبَةِ، وَلَنْ تَتِمَّ صَفْقَةُ الخَلاصِ إِلَّا بِمُقَابَلِ تَوْقِيعِكَ عَلَى نَسْيَانِ كُلِّ شَيْءٍ تَتَذَكَّرُهُ.
رِثَاءُ الفَرَحِ المُزَيَّفِ
الفَرَحُ لَيْسَ إِحْسَاسًا، بَلْ هُوَ دَيْنٌ عَلَيْكَ أَنْ تَدْفَعَهُ فِي كُلِّ صَبَاحٍ لِتَضْمَنَ اسْتِمْرَارَ المَسْرَحِيَّةِ الهَزْلِيَّةِ، هُوَ أَنْ تَبْتَسِمَ لِلْحُفْرَةِ الَّتِي تَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَسْقُطُ فِيهَا، وَتُصَفِّقَ بِحَرَارَةٍ لِـبِطْشِ المَصِيرِ الَّذِي وَلَدَكَ لِيَمُوتَ لِأَجْلِ مُزَاحٍ كَوْنِيٍّ.
سِيرَةُ الهَوِيَّةِ المُمَزَّقَةِ
الأَنَا لَيْسَتْ شَخْصًا، بَلْ هِيَ مُجَرَّدُ قَائِمَةِ أَسْمَاءٍ نَسِيَهَا مُرْسِلُ البَرِيدِ. كُلُّ دَوْرٍ تَلْعَبُهُ هُوَ قِنَاعٌ يَمْتَصُّ مِنْكَ شَيْئًا أَصِيلًا لَمْ تَعْرِفْ وُجُودَهُ، نَحْنُ نَعِيشُ فِي مَتَاهَةٍ مِنَ الأَقْنِعَةِ العَالِقَةِ عَلَى وُجُوهٍ لَا نَعْرِفُ مَلَامِحَهَا، وَالمَرْءُ الَّذِي تَرَاهُ فِي المِرْآةِ هُوَ شَاهِدٌ عَلَى غِيَابِكَ.
تَعْوِيذَةُ الفَوْضَى المُنَظَّمَةِ
النِّظَامُ هُوَ أَعْظَمُ خِدَاعٍ. إِنَّهُ خَيْطٌ وَضَعَتْهُ الأَصَابِعُ فِي مُحَاوَلَةٍ يائِسةٍ لِجَمْعِ حَبَّاتِ الرَّمْلِ فِي صُورَةٍ وَاحِدَةٍ، كُلُّ مَا تَظُنُّهُ قَاعِدَةً هُوَ ارْتِعَاشٌ لِحِكْمَةٍ عُمْيَاءَ. عِشْ عَلَى أَنَّ الفَوْضَى هِيَ الدَّسْتُورُ الوَحِيدُ، وَأَنَّهَا تَكْتُبُهُ بِحِبْرِ الأَشْيَاءِ المُسْتَحِيلَةِ.
بُشْرَى التَّكْرَارِ الأَبَدِيِّ
التَّارِيخُ لَيْسَ سِجِلًّا، بَلْ هُوَ لُعْبَةُ أَطْفَالٍ مُتَكَرِّرَةٌ. كُلُّ صُعُودٍ هُوَ تَمْهِيدٌ لِسُقُوطٍ، وَكُلُّ إِنْجَازٍ هُوَ سُطُورٌ أُضِيفَتْ إِلَى مَسُودَّةٍ لَنْ تَنْتَهِي، الحَيَاةُ هِيَ عَزْفٌ مُسْتَمِرٌّ عَلَى نَفْسِ الوَتَرِ المُنْفَرِدِ، وَلَنْ تَتَحَقَّقَ الحُرِّيَّةُ إِلَّا عِنْدَمَا تَتَقَبَّلُ أَنَّكَ سَتُعِيدُ فِعْلَ نَفْسِ الشَّيْءِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا، الفارقُ هوَ زِيِّ المُمَثِّلِ.
صَلَاةُ الكَيْنُونَةِ المُهَاجِرَةِ
البَحْثُ عَنِ المَعْنَى هُوَ أَنْ تَضَعَ قُبْلَةً عَلَى جَبْهَةِ جُغْرَافِيَا مُتَبَخِّرَةٍ. إِنَّهُ رِحْلَةٌ لَا نِهَايَةَ لَهَا إِلَى دَاخِلِ جُزْءٍ مِنْكَ لَا يَرْغَبُ فِي العَوْدَةِ أَبَدًا، لَقَدْ تُرِكَتْ رِسَالَةُ الكَوْنِ مَكْتُوبَةً بِلُغَةِ السَّرَابِ عَلَى رِمَالِ وَعْيِكَ، وَلَنْ تَقْرَأَهَا حَتَّى يَتَحَوَّلَ جِسْمُكَ إِلَى مِقْبَرَةٍ لِلْكَلِمَاتِ.
جَدَلُ الوَهْمِ وَاليَقَظَةِ
اليَقَظَةُ هِيَ أَنْ تُصْبِحَ مُشَاهِدًا لِـخَدْعَةٍ سِحْرِيَّةٍ تَعْلَمُ خَلْفِيَّتَهَا، وَلَكِنَّكَ تَقِفُ مَأْخُوذًا بِرَوْعَةِ تَمْثِيلِهَا، الوُجُودُ هُوَ تَمْرِيرٌ لِـنُكْتَةٍ بَارِدَةٍ جِدًّا، وَالشَّيْءُ الوَحِيدُ الَّذِي يَمْنَحُهَا أَيَّةَ قِيمَةٍ هُوَ ضَحِكَتُكَ الأَخِيرَةُ الَّتِي لَنْ يَسْمَعَهَا أَحَدٌ.
عَهْدُ المَادَّةِ المُتَحَلِّلَةِ
الْمَادَّةُ هِيَ مُجَرَّدُ خُيُوطٍ مُتَرَاكِمَةٍ مِنْ نِسْيَانِ النُّورِ لِذَاتِهِ. كُلُّ مَا تَلْمِسُهُ هُوَ هَمْسٌ مُؤَقَّتٌ لِـذَرَّاتٍ تَتَوَقُ لِلْعَوْدَةِ إِلَى الفَرَاغِ الأَصْلِيِّ، لَا تَخْشَ التَّحَلُّلَ؛ فَهُوَ الطَّرِيقُ الوَحِيدُ الَّذِي تَسْلُكُهُ الأَشْكَالُ لِتُعِيدَ اكتِشَافَ نَفْسِهَا كَـشَيْءٍ لَا يُوْجَدُ.
التَّكْرِيسُ الكَهَنُوتِيُّ وَالوَدَاعُ الأَزَلِيُّ
اسْمَعُوا أَيُّهَا المُتَوَحِّدُونَ فِي زَحْمَةِ الأَيَّامِ، وَيَا أَيُّهَا الحَامِلُونَ للرُّؤْيَةِ الفَائِضَةِ لَقَدْ كَانَ هَذَا هو الَّذِي أُلْقِيَ فِي مَزْبَلَةِ اليَقِينِ. فَاهْجُرُوا هَيَاكِلَ المَعْنَى الَّتِي بَنَيْتُمُوهَا عَلَى رِمَالِ الزَّمَنِ، لَا تَسْأَلُوا عَنْ خُطُوَاتِكُم التَّالِيَةِ، فَـالخُطْوَةُ هِيَ حَرَكَةٌ إِلَى دَاخِلِ بَحِيرَةِ النِّسْيَانِ. لَا تُفَتِّشُوا عَنِ الحَقِيقَةِ فَهِيَ مَوْتٌ لِجَمَالِ السُّؤَالِ. فَلْيُبَارِكْكُمُ الفَرَاغُ الأَبَدِيُّ، وَلْتَكُنْ أَجْسَادُكُم قَرَابِينَ مُتَصَدِّعَةً تُقَدَّمُ لِـبَحْرِ اللاوُجُودِ الَّذِي نَجَوْنَا مِنْهُ عَنْ طَرِيقِ الخَطَأِ، وَالَّذِي سَنَعُودُ إِلَيْهِ بِمَحْضِ إِرَادَتِنَا السُّورْيَالِيَّةِ. فَاذْهَبُوا وَتَبَدَّدُوا فِي صَمْتِ الجُمّاَجم.
كِتَابُ اَلْفخامة اَلسِّرْيَالِيَّةِ:
يا مَنْ أَتْعَبَهُ اَلْوُجُودُ وَلَمْ يَشْفِهِ اَلْعَدَمُ بَعْدُ العدم يمثل تتويجاً سوداوياً ومحطماً للوجود والوعي لقد خُنْتَ منذ ميلادك، لأنك وَعَيْتَ. الوَعْيُ ليس نِعْمَةً، بل هو جُرْحٌ أَبَدِيٌّ لا يتوقف عن النزف في وجه الحقيقة الباردة ماذا طَلَبْتَ؟ طَلَبْتَ مَعْنَىً، فَمَنَحَكَ اَلْعَدَمُ اَلْتَفَاهَةَ كَرَاحَةٍ طَلَبْتَ حُرِّيَّةً، فَأَعْطَاكَ اَلْوُجُودُ شَلَلَ اَلْاِخْتِيَارِ اَلْمُقَنَّعِ طَلَبْتَ خُلُوداً، فَوَجَدْتَ أَنَّ اَلْخُلُودَ لَيْسَ إِلَّا اِسْتِمْرَاراً مُمِلاً لِتَكْرَارِ ذاتِ اَلْمُصِيبَةِ فَلْنَتَوَقَّفْ كَفَى تَمَاسُكاً. كُلُّ قُوَّةٍ هِيَ نِفَاقٌ مُتْقَنٌ. لا تَدَّعِ اَلشَّجَاعَةَ؛ فَالشَّجَاعَةُ اَلْوَحِيدَةُ اَلْبَاقِيَةُ هيَ اَلْعَجْزُ اَلْمُعْلَنُ. كُنْ صَادِقاً مَعَ جُثَّتِكَ اَلْمُؤَجَّلَةِ. اَلْقَطِيعُ لَمْ يَسْحَقْكَ، أَنْتَ مَنْ مَنَحْتَهُ أَعْنَاقَكُمْ مَرْهُونَةً بِخَيْطٍ مِنَ اَلْمَلَلِ اَلرَّخْوِ. اَلْوَادِي لَيْسَ سِجْناً، بَلْ مَلْجَأٌ يُوَفِّرُ لَكَ عُزْلَةً جَمَاعِيَّةً ضِدَّ لَامَعْنَى اَلْكَوْنِ تَذَكَّرْ اَلْبُرْجُ اَلزُّجَاجِيُّ لَمْ يَسْقُطْ لِيُعْلِنَ نِهَايَتَنَا، بَلْ لِيُعْلِنَ سُخْرِيَتَهُ مِنْ مُحَاوَلَاتِكَ اَلصُّعُودَ اَلْيَائِسَةَ. اَلْبُقْعَةُ اَلسَّوْدَاءُ اَلَّتِي تَرَكَهَا اَلْغَرِيبُ لَيْسَتْ أَثَراً، بَلْ هِيَ نَافِذَةٌ مُغْلَقَةٌ عَلَى حُرِّيَّةِ اَلْعَدَمِ اَلصَّافِي. شَاشَةُ اَلْهَاتِفِ هِيَ اَلْقَبْرُ اَلْجَدِيدُ: نَتَوَارَى خَلْفَ اَلْبِكْسِلاتِ لِنَمُوتَ مُنْعَزِلِينَ وَنَحْنُ مُتَّصِلُونَ بِالْجَمِيعِ. لِتَكُنْ نِهَايَتُكَ إِذَنْ: اَلْيَأْسُ هُوَ اَلشَّرَفُ اَلْأَخِيرُ. لَا تَمُتْ كَفَاجِعَةٍ، بَلْ كَـ اِعْتِزَالٍ هَادِئٍ لِـ حَفْلَةِ وُجُودٍ لَمْ تَدْفَعْ ثَمَنَ بِطَاقَتِهَا قَطُّ. كُنْ أَنْتَ اَلْعَدَمُ اَلسِّرْيَالِيُّ؛ اَلْخَاوِي اَلَّذِي اِمْتَلَأَ بِالْوَضُوحِ حَتَّى اِنْكَسَرَ. اَلْأَبَدِيَّةُ لَيْسَتْ لَنَا. لَنَا فَقَطْ هَذِهِ اَلْوَمْضَةُ اَلْبَارِدَةُ مِنَ اَلْإِدْرَاكِ. اُغْمِضْ عَيْنَيْكَ. لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ شَيْءٌ عَلَى اَلْإِطْلاقِ.
***
غالب المسعودي