آراء
مراد غريبي: الفساد المجتمعي في العالم العربي.. من فوضى الواقع إلى آفاق الإصلاح
مقدمة: ثمة ألم خفي يسري في عروق المجتمعات العربية المعاصرة، ألم لا تلتقطه الكاميرات ولا تُحصيه الإحصاءات، لكنه يسكن في قلب كل شاب عربي يقف على عتبة المستقبل فلا يرى إلا ضبابًا كثيفًا. هذا الألم ليس وليد اليوم، بل هو تراكم عقود من التآكل البطيء لمنظومة القيم، ومن الانهيار التدريجي لعقد اجتماعي كان يومًا يربط الفرد بالأسرة، والأسرة بالمجتمع، والمجتمع بالدولة، والجميع بمنظومة أخلاقية تتجاوز الكلمات إلى الأفعال. حين نتحدث عن الفساد في العالم العربي، فإننا لا نتحدث فقط عن ملفات رشوة أو قضايا اختلاس تملأ صفحات الأخبار، بل نتحدث عن شيء أعمق وأخطر: عن "فساد الروح" الحضارية نفسها، عن تحول المجتمعات إلى فضاءات باردة يحكمها منطق المصلحة الضيقة، حيث تتآكل الثقة وتتفكك العلاقات وتنهار المعاني.
تخيّل معي شابًا جزائريًا أو مصريًا أو عراقيًا يقف في طابور طويل أمام مؤسسة حكومية، ينتظر منذ الفجر للحصول على ورقة إدارية بسيطة. يرى أمامه من يدخلون مباشرة دون انتظار، ليس لأنهم أولى بالحق، بل لأنهم يمتلكون "واسطة". يعود إلى بيته محبطًا، يفتح هاتفه فيجد فيضًا من المحتوى التافه يملأ شاشته، يحاول أن يتحدث مع والده عن أحلامه فيجد جدارًا من الصمت، يُفكر في الزواج فيصطدم بمتطلبات مالية تفوق قدرته. يذهب إلى المسجد فيسمع خطبة عن "الصبر" و"الرضا بالقدر"، لكنه لا يرى في الواقع أي تطبيق لقيم العدل والنزاهة التي يُفترض أن يُمثلها الدين. تدريجيًا، تتسرب إليه مشاعر اليأس، يبدأ في التساؤل عن جدوى الجهد والأمانة والأخلاق في عالم يكافئ الفساد ويُعاقب النزاهة. هذا الشاب ليس حالة فردية، بل هو مرآة لجيل كامل يعيش أزمة وجودية عميقة.
حين تُخبرنا الأرقام أن المنطقة العربية حافظت على متوسط درجة 39 من 100 في مؤشر مدركات الفساد لعام 2024، أدنى من المتوسط العالمي البالغ 43 نقطة، فإنها لا تُخبرنا فقط عن فشل إداري أو ضعف مؤسسي، بل تُخبرنا عن مأساة حضارية1 ، هذه الأرقام تُترجم إلى أحلام محطّمة، وطموحات مُجهَضة، وعائلات متفككة، ونفوس مكتئبة، وعقول هاربة إلى عوالم التفاهة الافتراضية. خلف كل نقطة في هذا المؤشر، هناك آلاف القصص الإنسانية عن ظلم وقع، أو فرصة ضاعت، أو كرامة هُدِرَت، أو حق سُلِبَ.
والمفارقة الصادمة، التي تُشبه سكينًا تطعن القلب، هي أن هذا كله يحدث في مجتمعات تعتبر نفسها متدينة بامتياز، حيث يرى 62% من العرب أن الدين هو البوصلة الأخلاقية لمجتمعاتهم2 . كيف يُمكن لمجتمعات تمتلئ مساجدها بالمصلين، وتتصدر فيها الخطب الدينية وسائل الإعلام، وتُنفق الملايين على البرامج الدينية، أن تكون في الوقت نفسه من بين الأكثر فسادًا في العالم؟ الإجابة تكمن في انفصام خطير بين الشعار والممارسة، بين الكلمة والفعل، بين الإيمان والأخلاق. لقد تحول الدين في كثير من السياقات العربية إلى "طقوس بلا روح"، و"شعائر بلا جوهر"، ينفصل فيها الإنسان عن مضمون رسالته الأخلاقية والإنسانية.
هذه الدراسة هي محاولة لفهم هذه الأزمة الحضارية المركّبة، لكنها أيضًا – وهذا الأهم – محاولة لإيقاظ الوعي النقدي، لتحريك المياه الراكدة، لزرع بذور الأمل في نفوس قد تكون يئست. لأننا نؤمن أن الفساد ليس قدرًا محتومًا، وأن التغيير ممكن، وأن الشعوب العربية تستحق أفضل مما هي عليه، وأن المستقبل لا يُبنى بالبكاء على الماضي بل بالعمل الجاد لتغيير الحاضر. هذه الدراسة دعوة إلى "ثورة حضارية" شاملة، تبدأ من الذات وتمتد إلى المجتمع والدولة، ثورة تُعيد للقيم معناها، وللأخلاق قوتها، وللإنسان كرامته.
الفساد سرطان الإقلاع الحضاري
إذا تأملنا في خريطة الفساد العربية لعام 2024، نجد مشهدًا يُشبه جسدًا بشريًا أصابه مرض خبيث بعض أعضائه تعاني من فشل شبه كامل (سوريا بـ12 نقطة، اليمن وليبيا بـ13 نقطة، الصومال بـ9 نقاط)3 ، هذا التباين ليس مجرد أرقام جافة، بل هو انعكاس لتفاوت حاد في مستويات الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. فحيث ينخفض الفساد، يرتفع الأمل؛ وحيث يستشري الفساد، يتعمق اليأس.
لكن ما يجمع معظم الدول العربية – رغم اختلافها الكمي – هو طبيعة الفساد البنيوية. فالفساد في العالم العربي ليس مجرد "تفاحات فاسدة" في سلة سليمة، بل هو فساد "منظومي" متجذر في البنى الهرمية التي تقيد المجتمعات، وتُحيط ممارساتها الفاسدة بستائر كثيفة من المحسوبية والولاءات. هذه ليست انحرافات عابرة، بل هي "الطبيعة" نفسها للواقع العام، البنية التي تُعيد إنتاج نفسها يوميًا عبر شبكات معقدة من المصالح والولاءات.
والأخطر من الفساد المؤسسي هو تسربه إلى النسيج الاجتماعي اليومي، حتى أصبح جزءًا من "ثقافة" المجتمع. الوساطة والمحسوبية والشبكات العائلية والقبلية لم تعد ممارسات استثنائية، بل أصبحت القاعدة التي يعمل بها الجميع. في كل مؤسسة، في كل مدرسة، في كل مستشفى، في كل مصلحة إدارية، تسمع الجملة الشهيرة: "هل لديك واسطة؟" هذا السؤال البسيط يختزل مأساة كاملة: مأساة مجتمع فقد الثقة في العدالة، وتخلى عن مبدأ الجدارة، وقبل بالفساد كـ"ضرورة" للبقاء. حين يُضطر المواطن الشريف إلى البحث عن "واسطة" للحصول على حقه، فإن شيئًا ما يموت في داخله، شيئًا من كرامته، من إيمانه بالعدالة، من ثقته في المجتمع.
التكلفة الاقتصادية لهذا الفساد المنظومي فادحة: تريليونات الدولارات تُهدَر سنويًا، 5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، 1.26 تريليون دولار في البلدان النامية وحدها4، لكن الأرقام لا تُخبرنا الحقيقة الكاملة. التكلفة الحقيقية للفساد ليست في الأموال المسروقة، بل في الأحلام المقتولة، في الطاقات المُهدَرة، في الثقة المفقودة، في الكرامة المُداس عليها. حين يرى الطالب المجتهد أن زميله الأقل كفاءة حصل على المنحة لأن لديه "واسطة"، يتعلم درسًا قاسيًا: العمل الجاد لا يكفي، الأخلاق رفاهية لا يستطيعها إلا الأغبياء، الفساد هو "الواقعية". هذا الدرس المُرّ يُعيد تشكيل وعيه، ويُحوّله تدريجيًا من مواطن يؤمن بالقيم إلى فرد يؤمن بالمصلحة فقط.
الإنهيار الممنهج للأسرة: تفشي الاكتئاب وصدارة التفاهة
في قلب هذه المنظومة الفاسدة، تعاني المؤسسة الأسرية – التي كانت يومًا الملاذ الأخير، الحصن الدافئ الذي يحتضن الفرد في مواجهة قسوة العالم – من انهيار متسارع ومؤلم. الشاب العربي اليوم يقف أمام معادلة مستحيلة: الضغوط الاقتصادية تجعل الزواج حلمًا بعيد المنال، والضغوط الاجتماعية تُحوّل الزواج إلى "صفقة اقتصادية" بدلاً من رابطة إنسانية، والقيم التقليدية تتآكل دون أن تحل محلها قيم جديدة واضحة. في دول مثل سوريا ولبنان والعراق، يُجبر الشباب على التخلي عن فكرة الزواج والأسرة، أو يختارون الهجرة بكل مخاطرها بحثًا عن حياة أفضل. ليست المشكلة اقتصادية فحسب، بل هي أزمة معنى: ما معنى بناء أسرة في مجتمع لا يُوفر لها الأمان؟ ما معنى إنجاب أطفال في عالم لا نرى لهم فيه مستقبلًا؟
والأسرة التي تنجح في التكوّن رغم كل العقبات، تجد نفسها في مواجهة تحديات جديدة: ضعف أسسها، تدهور العلاقات بين أفرادها، اختلال الأدوار، ونمو رغبة في التحرر من قيودها. الأدبيات المعاصرة تُظهر خيطًا مأساويًا يربط بين تفكك الأسرة والأزمات النفسية. فالأسرة المفككة لا توفر الدعم النفسي والعاطفي اللازم، مما يجعل أفرادها – وخاصة الشباب – أكثر عرضة للاكتئاب والقلق واضطرابات الهوية.
والأرقام تصرخ بصوت عالٍ: 29% من العرب يُعانون من الاكتئاب، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدل العالمي، وترتفع النسبة بشكل صادم بين العراقيين والتونسيين والفلسطينيين5، في مصر، 5.7% من السكان يعانون من الاكتئاب، متجاوزة المعدل العالمي البالغ 4.4%.6 لكن هذه الأرقام لا تُخبرنا عن المعاناة الحقيقية: عن الشاب الذي يستيقظ كل صباح دون أي رغبة في مواصلة الحياة، عن الفتاة التي تُخفي دموعها خلف ابتسامة مصطنعة، عن الأب الذي فقد معنى وجوده، عن الأم التي تحمل أعباء الجميع دون أن يسألها أحد عن حالها.
المنطقة العربية تزخر بأسباب الاضطرابات النفسية، وهذه الأسباب ذات طبيعة سياسية واجتماعية عميقة: الحروب والنزاعات، عدم الاستقرار السياسي، القمع، الفساد، البطالة، غياب العدالة الاجتماعية، وانسداد الأفق. لكن وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي تمنع الكثيرين من طلب المساعدة. في كثير من المجتمعات العربية، يُنظر إلى الاكتئاب على أنه "ضعف إيماني"، وكأن الله خلق الإنسان آلة لا تحزن ولا تتألم. هذه النظرة القاسية تُضاعف معاناة المريض، وتدفعه إلى العزلة أو إلى البحث عن ملاذات وهمية.
أحد هذه الملاذات الوهمية هو عالم "التفاهة" الذي غزا حياتنا اليومية كالطاعون. ثقافة التفاهة استولت على الجهد العقلي للشباب، معظمهم يقضون ساعات طويلة في استهلاك محتوى لا يُنمّي وعيًا ولا يُثري فكرًا. مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أفيونًا جديدًا يُخدّر العقول ويُشتت الانتباه عن القضايا الحقيقية. هذا الاستهلاك الثقافي التافه ليس مجرد ترفيه بريء، بل هو آلية هروب من واقع قاسٍ، لكنه هروب يُعمّق الأزمة بدلاً من حلها.
والحلقة المفرغة تكتمل بقسوة: الفساد المؤسسي يُنتج ضغوطًا تُفكك الأسرة، والأسرة المفككة تفشل في دعم أفرادها، والأفراد يقعون فريسة للاكتئاب أو ينسحبون إلى عالم التفاهة، والاكتئاب والتفاهة يُعمّقان الانسحاب من المشاركة الاجتماعية، وهذا الانسحاب يُعزز استمرار الفساد. هكذا تُعيد الدائرة إنتاج نفسها، وتتعمق الأزمة جيلًا بعد جيل، ما لم نتدخل بوعي وإرادة لكسر هذه الحلقة المشؤومة.
تدين بلا أخلاق، وأخلاق إشهارية:
في خضم هذا الظلام الحالك، تبرز مفارقة تُشبه الجرح النازف: كيف يُمكن لمجتمعات تعتبر نفسها متدينة أن تكون في الوقت نفسه الأكثر فسادًا؟ حيث يعتبر 62% من العرب أن الدين هو البوصلة الأخلاقية لمجتمعاتهم، بينما تُظهر مؤشرات الفساد صورة مناقضة تمامًا7.هذا التناقض ليس صدفة، بل هو نتاج تحول خطير: تحول الدين من منظومة قيمية متكاملة تُنظّم الحياة بكل تفاصيلها، إلى مجرد "طقوس شكلية" و"مظاهر خارجية" تفتقر إلى الجوهر الأخلاقي.
التحولات في المواقف تجاه التدين تُظهر أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالأخلاق الفردية وتركيزًا أقل على الممارسات الدينية الإشهارية، بعبارة أخرى، هناك انفصال متزايد – وربما وعي متزايد بهذا الانفصال – بين الشعائر والسلوك. يمكن لشخص أن يكون في الصف الأول في المسجد، لكنه في عمله يمارس الفساد والرشوة والمحسوبية دون أن يشعر بأي تناقض. هذا الانفصام ليس فرديًا فحسب، بل هو بنيوي: المؤسسات الدينية الرسمية في كثير من البلدان العربية أصبحت في الغالب الأعم لا تخرج عن نطاق القرارات الوضعية كأنها مُسخّرة لخدمة المصالح الأيديولوجية و ليس الصالح العام الذي لا يرتبط سوى بالعدالة و الكرامة الإنسانية.
النتيجة هي تدين منفصل عن الأخلاق، وأخلاق منفصلة عن السلوك، وسلوك منفصل عن القيم. في هذا الفراغ الأخلاقي الرهيب، يستفحل الفساد ويصبح جزءًا من "الطبيعة"، يُمارَس دون شعور بالذنب، بل أحيانًا بتبريرات دينية ("الرزق من عند الله"، "كل الناس تفعل ذلك"، "لا بد من ذلك للبقاء"). هذا الانفصام بين الظاهر والباطن، بين القول والفعل، بين الإيمان والأخلاق، هو قلب المأزق الحضاري الذي نعيشه.
الإصلاح كمشروع حضاري
لكن رغم كل هذا الظلام، فإن الأمل لا يموت. التاريخ يُعلّمنا أن الحضارات لا تموت إلا حين تستسلم شعوبها لليأس. والشعوب العربية لم تستسلم بعد. في كل بقعة من العالم العربي، هناك أفراد ومجموعات يقاومون الفساد، يُدافعون عن النزاهة، يحلمون بمستقبل أفضل، ويعملون بصمت وإخلاص من أجل التغيير. التجارب الناجحة – رغم محدوديتها – تُثبت أن التغيير ممكن حين تتوفر الإرادة السياسية الحقيقية والمشاركة المجتمعية الواسعة.
التجربة الخليجية، خاصة في قطر والسعودية، تُثبت أن الرقمنة والحوكمة الإلكترونية يمكن أن تُقلل من فرص الفساد بشكل كبير، السعودية اعتقلت حوالي 1,708 فردًا في عام 2024 وحده بتهم الفساد، مما يُشير إلى إرادة سياسية للمحاسبة8.لكن المكافحة الأمنية وحدها لا تكفي؛ يجب أن تترافق مع إصلاح ثقافي واجتماعي عميق.
مكافحة الممارسات غير الرسمية مثل المحسوبية والوساطة تتطلب إصلاحًا ثقافيًا يُعيد بناء المنظومة القيمية. تصميم تدابير مكافحة الفساد يجب أن يأخذ في الاعتبار السياقات الثقافية المحلية. يجب تضمين قيم النزاهة والشفافية في المناهج التعليمية، وإطلاق حملات توعية، وتعزيز ثقافة الاستحقاق والجدارة. على المستوى الأسري، يتوجب معالجة جذور التفكك: توفير فرص عمل لائقة، إسكان ميسور، خدمات صحية وتعليمية عالية الجودة، وأنظمة حماية اجتماعية فعّالة. كما يجب مواجهة ثقافة التفاهة بتعزيز المحتوى الثقافي النوعي، ودعم الإبداع الفكري والفني.
فيما يتعلق بالصحة النفسية، يجب إزالة وصمة العار، وتوفير خدمات ميسورة ومتاحة. يجب أن يُنظر إلى الصحة النفسية كحق أساسي. أما المفارقة بين التدين الشكلي وتآكل الأخلاق، فتتطلب إصلاحًا دينيًا يُعيد الاعتبار للبعد الأخلاقي للدين: تحرير الخطاب الديني من السيطرة السياسية، وتطوير خطاب يُركّز على القيم الجوهرية: العدل، النزاهة، الأمانة، الصدق، المساواة، والكرامة الإنسانية.
خاتمة: الطريق نحو المستقبل
الفساد المجتمعي في العالم العربي ليس قدرًا محتومًا، بل هو نتاج اختيارات بشرية، وبالتالي يمكن تغييره باختيارات بشرية مختلفة. التقارير الحديثة تُظهر أن التقدم ممكن حين تتوفر الإرادة الحقيقية. لكن التحدي الأكبر يبقى في الدول التي تعاني من صراعات والدول التي تُعاني من فساد مستشرٍ. في هذه البلدان، مكافحة الفساد تتطلب إعادة بناء العقد الاجتماعي بالكامل.
الطريق طويل وشاق، لكن البدائل أسوأ بكثير. العالم العربي يستحق حوكمة نزيهة، مؤسسات شفافة، مجتمعات متماسكة، أسر مستقرة، أجيال سليمة نفسيًا، ثقافة عميقة ترفض التفاهة، ومنظومات قيمية حقيقية تُترجم إلى سلوك أخلاقي يومي. المستقبل ممكن، لكنه يتطلب شجاعة لمواجهة المصالح الضيقة، وإرادة جماعية لبناء مجتمعات قائمة على العدل والنزاهة والكرامة.
ولنتذكر دائمًا: التغيير يبدأ من الذات. كل واحد منا يمكن أن يكون نقطة ضوء في هذا الظلام، كل فعل نزيه، كل كلمة حق، كل رفض للفساد، هو لبنة في بناء المستقبل الذي نحلم به. الحضارات لا تُبنى بالخطب الرنانة، بل بالأفعال اليومية الصغيرة التي تتراكم لتُصبح تغييرًا كبيرًا. الفجر قادم، لكنه لن يأتي إلا بأيدينا، بوعينا، بإصرارنا، بإيماننا بأن الإنسان العربي يستحق أفضل مما هو عليه، وبأن المستقبل ملك لمن يعمل من أجله اليوم.
***
مراد غريبي
......................
الهوامش:
1. Transparency International, "CPI 2024 for the Middle East & North Africa: Corruption Linked Authoritarianism Calls Reform Emerging," 10 Feb. 2025.
2. Arab News, "Study Sees Religion as the Moral Compass of Arab Societies
3. AMAN-Palestine, "Transparency International Releases the 2024 Corruption Perceptions Index Findings Including the Results from the Arab World," 12 Feb. 2025.
4. Alatawi, Omar D., "Combating Corruption and Promoting Economic Resilience," Nature, vol. 41599, 14 Oct. 2025.
5. Orient XXI, "Arab World: Mental Health, a Political Issue," 30 Sept. 2024.
6. Infomine Research, "Major Depressive Disorder in Egypt and the Middle East," 18 July 2024.
7. Arab News, "Study Sees Religion as the Moral Compass of Arab Societies."
8. Alatawi, "Combating Corruption and Promoting Economic Resilience."






