نصوص أدبية
مجيدة محمدي: بين نقطة وفاصلة

في غرفة الإنعاش،
كلّ شيءٍ يتنفّس بصوتٍ ليس له،
الآلات تهمس كأنّها تصوغُ تراتيل من حديد،
والأكسجين ينزلُ من سقفٍ غريب
كأنه وحيٌ موقّت.
*
هناك، حيث الحدُّ دقيقٌ كالسكين
بين الوجود والغياب،
كنتُ أُحاور مجهولاً لا ملامح له، يجلس عند طرف السرير،
قال لي،
هل الحياة سوى إستعارة متعبة؟
وهل الموت سوى إستراحة من المعنى؟
*
أجبته، وأنا أستمع لقلبي في شاشةٍ زرقاء،
الحياة قصيدةٌ لم تُكتمل،
والموت فاصلةٌ
تظنّ أنّها النقطة الأخيرة.
*
تسقط أنفاسي مثل أوراقٍ مبتلّة،
لكنّها تعود لتنهض،
كجنديّ يرفض توقيع الاستسلام.
أحسّ أنّ جسدي ليس لي،
إنّه مخطوطٌ مفتوحٌ
تكتبه يدٌ مجهولة .
*
في العتمة التي تحاول إغواء الضوء،
يتدلّى السؤال،
هل أعودُ لأكتبَ نفسي مرّةً أخرى،
أم أترك السطر فارغاً
وأمضي مع المجهول
إلى حيث لا تحتاج القصائد
إلى رئةٍ أو صوت؟
***
مجيدة محمدي