نصوص أدبية

كريم شنشل: حلم

بسيطة، كانت الأحلام

كالطين وبقايا السنابل

كما الماء والقصب

نعجنها لنبني بيوتنا

على ضفّة النهرِ

غير ابهين

بأرواح من غرقوا

نداءاتهم ليلاً

تلويحاتهم أول الفجرِ

يهدهدها أنين أمي

تغني ليغدو الكون قابلاً للعيش

والمنافي قابلةً للحبّ

لتسكن الأرواح من تيهها الأبدي

كي أنام وأحلم بالسفر

إلى حضنها الأخضر

بلون الحقول

في قرانا القصية

*

أليس الأجدر أن نعرف الأسماء أولاً

أسماء من مروا كالظلالِ

أسماء من لم يعودوا

أسماء جميع المنسيين

والغرقى

والمنتظرين

أليس الأجدر، أن نعرف المسافات

تلك التي علينا قطعها

لنعرف كم متنا،

ونحن على قيد الوجع

إيه يا حبيبتي.

*

يا حبيبتي

كم غرقنا

والحلم نهر

يفيض بنا

وينهار الجسر

تعوم الحروف به

تتلألأ بضوء القمر

ولجلجة عينيك

بلحظة شغف

لقبلة تحت المطر

تربط روحينا رغم

ما أراد الدهر

لعناق أبعد من الزمن

وأجفل من وشوشتك

كصراخ بأذني يفزعني

أتحبني؟

أصمت

وأنا بعينيك مبتسما

ألعق شفتيَّ

ونغرق ببعضنا ضاحكين

مراهقة اللحظة بهذا الزمن

لنرسم قُبلاً على مد الثواني

نجوم تفيض تضيء لحظات الوَجْد

تعالي

لنبقى في الصمت لحظة

نعيش وجد بها

ويغسلنا المطر

تعالي

للعاصفة لحن حين تئن

وحين يصحو الرعد بعدها

ويحملنا الماء صوب الشجر

لا يجفلنا برق ولا رعد

ونحن نتوسد ظلينا

تحت القمر

***

كريم شنشل

3-9-2024

 

في نصوص اليوم