نصوص أدبية

كريم الأسدي: لكلِّ معترضٍ حتماً بدا سببُ

قصيدتان ..

(1) أيا مصرُ!!

اذا ضجَّتِ الأنوارُ وارتفعَ البدرُ

فهلْ تدفنينَ الرأسَ في الرملِ يا مصْرُ؟

*

عهدناكِ أُمّاً قلبُها يوسعُ المدى

وأطفالُها دهرٌ يلاعبُهُ دهرُ

*

وانْ سارَ خطبٌ للبلادِ أتى لَهُ

ـ ليرجعَ مقهورَ الخطى ـ فتيةٌ سُمْرُ

*

أيا مصرُ مَن قالَ: الكريمُ مودِّعٌ؟

وفي كلِّ قلبٍ مِن مكارمِهِ ذِكْرُ

*

سلي دورةَ النيلِ العظيمِ وما سرى

لَهُ مِن فراتِ الله هل ينتهي السفْرُ؟

*

وقد كانَ في أصلِ الوجودِ بيانُهُ

واِقدامُهُ سرٌّ يَحارُ بِهِ السرُّ

*

اذا لمْ تكنْ شمسٌ يعزُّ بِضوئها

فتىً في ربى مصرٍ فلا أشرقَ الفجرُ

*

وماذا اذا غنّى المغني وصوتُهُ

ذليلٌ وفيهِ الليلُ خمرٌ ولا أمرُ

***

(2)      لكلِّ معترضٍ حتماً بدا سببُ ..

لكلِّ معترضٍ حتماً بدا سببُ

أمّا اعتراضُكَ أسبابٌ لَهُ عجبُ

*

لأنك العينُ ما خَلَّ الظلامُ بِها

ولا المظالمُ والتسويفُ والكَذِبُ

*

يا أيُّها المبصرُ الحاني وقامتُهُ

فوقَ العواصفِ مهما زختِ السحبُ

*

ويا فؤاداً بِكبرِ الكونِ، يارئةً

تنفَّسَ الخلقُ منها والردى يثِبُ

*

على البيوتِ فتغدو الأرضُ مقبرةً

وأنتَ فيها فضاءٌ أخضرٌ رحبُ

*

ضاعَ الكلامُ و باعَ الصحبُ أتعسَهُ

الى العدوِ، ولمْ يفقهْ بِهِ العربُ

*

وجرجرتْ زمرُ الاعرابِ خيبتَها

الّاكَ انتَ بسيلِ النورِ تنسكبُ

*

أرادَ يكتبكَ الكتّابُ أغنيةً

فما أنوصفتَ، وما كانوا، وما كتبوا

***

شعر: كريم الأسدي

في نصوص اليوم