نصوص أدبية
جاسم الخالدي: حكاية شوق
من يرجع الماضي الذي لا يرجع
وفتى خجولَ البوحِ عما يطمعُ
*
وضياءَ يومٍ مشرقٍ بجمالها
لا حول لي إلا أكون وتقطعُ
*
كم سرت خلف مسيرها في لهفةٍ
والقلب يخفق، والصدى يتتبعُ
*
تسري أمامي كالشعاع بنورها
والليل يهمس، والشعورُ يُصدَّعُ
*
ما كان حالي غير روح متيمٍ
لكن قلب الوقت دوماً يقطعُ
*
أبكي طريقاً لا أرى بوضوحه
وأحنّ في ظلمات ليلٍ يُفزعُ
*
أيامنا ولّت، كطيف عابر
مرت سريعاً، والندى يتجمعُ
*
ودّعت أحلام الصبا في غفلةٍ
لكنها أزهت بدمعٍ يُقرعُ
*
حتى التقينا في مكانٍ معتم
ترعى به الأرواحُ طيفاً يخدع
*
والحلم عاد هناك بعد سكينة
يسقي الحنين بجمره ويوزع
*
يا فرحة اللقيا، فكيف مقالتي
لما أشرتِ بإصبعٍ يتقطع
*
سالَت دموعُ الشوقِ في محرابها
تروي حكاياتِ الغرامِ وتجمعُ
*
وشفاهُنا همست بلحنٍ خافتٍ
والقلبُ يصرخُ: "كيفَ مثلي يخضعُ"
*
يا ليتني في بحر عينك غارق
أو أستفيقُ على الوداعِ فأفزعُ
*
كم كنتِ في ليل السنين منارتي
أنجو بظلِّكِ كلما أتوجَّعُ
*
كم كنتِ في ليلِ الشجونِ قصيدتي
ونجومُ حبي حولَ عينك تلمعُ
*
حتى إذا نادى الغرابُ ببيتنا
والموجُ في بحرِ التفرق موجع
*
يا ليلُ، فأشهد أنني في حبِّها
مهما تعثرت الدروب، سأتْبَعُ
***
د. جاسم الخالدي