نصوص أدبية

سوران محمد: خطوتان خلف أسوار الحداثة

الاولی: (حاذوقة بيغ بانغ)

ضاعت ساعتك

صدر فواق من بيغ بانغ

عند 12 ليلا

لم تستيقظ

ليس الوقت وقتك

و أنت تبحث عن ساعتك

في الازقة المهجورة

و حدقات عيون صفر المشردين..

أواه

خارج الوقت

سيصبح الانسان طيرا شريدا طليقا

أو ايقاع صدی مفقود

في ليل حالك..

وأنت تنزل من المترو الخاطف

تلتفت للوراء حائرا

كأنك نسيت شيئا ما

لم تكن تعرف ماذا؟

حسب توقيتك

مازال المترو لم يصل

مع ان في كل محطة

يودع مجموعة

ظنا منهم بالوصول..

هنالك أماكن

تقع خارج الوقت

لا حراك فيها

خالية کهذه القصيدة من البشر

والكائنات برمتها هارب منه

وهكذا تلازمك شعور

بشقوق في الجدران

وفراغ داخل أبطال القصص

اذ اننا نبحث بلهفة

عن أشياء فقدناها

ولانعرف ما هي؟

***

الثانية: (لوحة سحلية)

أردت أن تطلع خارجا

سحبت الباب بقوة

لكنه لم يفتح

شاهدت الاسانسير في التلفاز

تفتح تلقائيا وتسد

دون ان يدخلها احد،

نظرت الی السقف

رأيت سحلية

أصبحت لوحة

تنظر اليك

سمعت صوت کسر الاستکانة

ريح هائج هاجم من الشباك

التفت للوراء مسرعا

فاذا بجثة ضخمة

راقدة علی ارضية الغرفة

قبل ان تكتمل لفتتك

اختف الشبح

قلت: ربما تشويش الرٶية!

ومازال مقبض الباب في يدك

حينها

تقطر آخر قطرة ماء من الحنفية

علی لوح الدماغ

مهتزا،

نظرت الی الخارج

رأيت أشجار التين ذابلة

لم تكن تعرف الترابط

بين الماء والروح!

***

سوران محمد - شاعر ومترجم

 

في نصوص اليوم