نصوص أدبية

أديب ابو المكارم: بكَ أبدأ

مِنْ أينَ أبدأُ؟ كلُّ آياتِ الهوى

بِكتابِ خدِكَ تستَفِزُّ خشوعي

*

ويَفيضُ مِنْ صوتي حنينُ تلاوةٍ

وتَهلُّ محرمَةً لِذكَ دموعي

*

فإذا (مَقامُ) الصَّبِّ يا أملي (صبا)

ما (قرَّ) حيثُ (جوابُهُ) بِضلوعي

*

ويَخِرُّ قلبي مُثقلاً بِغرامِهِ

وأقولُ: يا اللهُ! زِدْ بِوقوعي

*

زِدْ مُهجتي وَلَعًا بِمنْ أحببتَهُ

فهواهُ في دربي الطويلِ شموعي

*

فهو الرؤوفُ هو الرحيمُ (محمدٌ)

وبيومِ حشري مُنقذي وشفيعي

*

هو خيطُ شَمسٍ نحوَ حُبِّكَ سيدي

مَغنايَ نحوَ عبادتي وربوعي

*

وهواكَ رَبِّي دونَ حُبِّ محمدٍ

مِثلُ الحديثِ المرسلِ الموضوع

*

كمْ تَنحني الدُّنيا له في دَهشةٍ

لِعظيمِ خُلقٍ رائعٍ وبديعِ

*

ويصوغُ مِنهُ الأفقُ وِردَ صلاتِهِ

وتَشمُّهُ الأرضونَ وَردَ رَبيعِ

***

أمحمدٌ لا زِلتَ لُغزًا حائرًا

بِنُهىٰ الورى ويَحارُ فيهِ جوابُ

*

تَتَماوجُ الدُّنيا بِعينِكَ سُكرًا

إذْ صِيغَ مِنها للسلامِ قِباب

*

تَمتَدُّ نحوَ الشوكِ وردًا يانِعًا

نَهرًا عطوفًا رحمةً تنساب

*

والشوكُ يُدمي الوردَ عمدًا أو عمىً

وتُصِّرُّ تَمسحُ عينَهُ وتُصاب

*

وتمدُّ كفَكَ للسلامِ، يَنَالُها

فكٌّ عَضوضٌ فاغرٌ سَبَّاب

*

لكنَّها أبدًا تظلُ رحيمةً

تَهبُ الوفاءَ وعطفُها سيَّاب

*

يا نَغمةً مُنسابةً في ضَجَةٍ

سَكَنتْ لها الأرواحُ والألباب

*

فأتوك أفواجًا لِدينِكَ خُشَّعًا

وبِشخصِكَ الفَذِّ المُعظَّمِ ذابوا

*

ونَزَعتَ ما بصُدُورِهم مِنْ غِلظَةٍ

وهتفتَ دِينُكَ بالعقولِ يُصاب

*

سُبحانَ مَنْ أعطاكَ بعضَ صفاتِهِ

فَخَلقتَ وعيًا والعقولُ تُهاب

***

يا طَلعَةَ الفجرِ المُنيرِ تَرقرَقتْ

في كفِكَ الأضواءُ والأنوارُ

*

سالتْ بِمكةَ فاستنارَ بِها الهُدى

وبطيبةٍ فسما بها الأحرار

*

مِنْ فَجرِكَ انبلجَ الضياءُ فأغرقَ الـ

ـظلماتِ حتى شَعَّتِ الأفكار

*

بِجناحِ زوجٍ وابنِ عمٍ وابنةٍ

حلَّقتَ فالدُّنيا هُدى ومنار

*

وصَنعتَ بالأخلاقِ عالمكَ الذي

تحنو لهيبةِ ضوئهِ الأقمار

*

وَرَبتْ على تلكَ الفضائلِ أمةٌ

فَتَفتَحتْ في كفِها الأزهار

*

بِكتابِكَ القُدسيِ أوقدتَ الهُدى

فَبِهِ القلوبُ معَ العقولِ تُثار

*

ولِدينِ ربِّكَ قد دعوتَ بِحكمةٍ

لا السيفُ يحكمُ لا ولا الإجبار

*

إيهٍ أبا الزهراءِ! صوتُكَ لم يزلْ

فينا وقلبُكَ للحياةِ مَدار

*

وضياكَ يخترقُ الحواجزَ والمدى

ما كانَ يُبصرُ دونَهُ الإبصار

***

أديب عبد القادر أبو المكارم

3/12/2018

 

في نصوص اليوم