نصوص أدبية

أحمد الشيخاوي: فلسطين المتروكة وحيدة

هل يُعقلُ أنّي تأخرتُ في الاصطفاء؟

أختارُ أن أكون منسيا

ما بين كاعبٍ

وسقّاء.

هيَ القصيدةُ

بطعم لحظة فُشاريةٍ مُنفلتةٍ

تُلهمنا

جدوى البياض

والبياض بالمعنى الكامل الذي

بالفطرة يولد فينا

كشعراء.

آهٍ

لكمْ تلبّدت

حتّى ظننّا أن لن يعود الصفاء

تلطّخت أيادي القتلة

بدماء الأبرياء

طفولة تغتصب

ونساء.

تُذكر الأنثى التي عذرية القصيدة

من عذريتها،

لها ليلة تعرفها

تُطربها

بفستان يخون سائر الألوانِ

كي يتنفّس البياض،

له طلاوة..

حلاوة

تترع عين العاشق

إذ يتخبّطُ في دمه المراق،

كما تُذكرُ

وريقة زهرة اللوز

أخفّ فأخفّ فأخفّ

بهشاشة القصيدة تطيرُ

في أفق الحكاية

حدّ التلاشي

منتهية

بسماوات

ترعى أحلام العاشقين

تلقننا درسا

نكابد تحاشيه

درسا في الوفاء.

عن فلسطين المتروكة وحيدة

تتقاطر الأنباء

والهدهد

بحّ صوته

في زمن الخواء.

في الضفّة الأخرى

من عالم

نظمأ

كي يسقي صعيده

دمُنا،

هنا/ هنالك

أمام ورد الموت

تزدحمُ الأشلاء..

وحده البياضُ

يلوِّنُ

لا أقول يكتبُ

سير أبطال خلودهم

في فراديس الفناء.

زمننا الكالح

زمن الدموع والخنوع

حتّى الشعر بات باطل المفعول فيه

راح يُعجزه

رسم الصورة بجلاء،

صورة معرّة عُرب نوّام

ها قد استسلموا بالتمام

كما لو أنهم باعوا للقتلة

قبلة الأنبياء.

***

أحمد الشيخاوي

شاعر وناقد من المغرب

 

في نصوص اليوم