نصوص أدبية
عبد العزيز قريش: لا تسألوني عن حرمة دمي
مهداة لمن قال في لهيب النار:
{ولعت ومضى}
{حلل يا الدويري وعانق السما}
***
لا تسألوني عن حرمة دمي،
فدمي مباح بين أخوتي،
مسفوك في مجاري بلادي،
بحمم القنابل،
بمزن الرصاص،
وحقد الغاصب للتراب،
الغذاء،
الماء،
الهواء،
الدواء،
فدمي؛
يسقي الحرية في عروق أطفالي،
يعبد معارج الأرواح للسماء،
يدفن الأشلاء والأطراف في الذاكرة،
شرائط أحداث الأحياء،
من سكنوا بلادي،
رسموا الصور والذكريات ملامح على الوجوه،
وجدران المدينة،
وصفحات الكتب،
للخلود في أسماء الشهداء،
وشواهد القبور والفناء،
وقوافي الرثاء،
ودموع البكاء ...
*
نحن مازالت أيدينا على الزناد،
تحرر الأعراب من الأغراب،
والغربان،
ترقى بهم في مدارج الفراغ والنار،
لعلهم يستفيقون على عروبة سكنت؛
ما بين البحر والنهر،
والبراري والصحاري،
تنادي خيمة نصبت فوق بئر،
وأخرى عند جوار حسان،
وكأس من ذهب وفضة ونحاس،
ملئت بيد يزيد من سيل الكروم،
ما أردى الرجولة عبدا مكبل اليدين،
تحت القدمين، وَهْماً من شر أنياب من خشب،
لفهد الورق،
أن استفيقوا واستيقظوا من رقاد الكهف،
ورماد النار ...
*
جبروت القتل لا القتال،
من تحطمت أسطورته فوق الرمال،
وفي فتحات الأنفاق،
وتحت بقايا المنازل،
أسمال البذل،
ونجوم الرتب،
ونياشين الصدور،
ومبعثرات الجسد بالراجمات،
ومصائد الدبابات،
في الأكياس، تذكر بالذي جرى،
مجاهد من غزة حفر الخندق وزرع العبوة ومضى،
إلى النصر أو الشهادة سيان في طريق التحرير،
منذ، أن قال للأعراب: حيا على الجهاد؛
فردد الصدى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون،
اتفاقيات وتطبيع يحمينا، يظللنا، ينعشنا،
يحيينا ...
***
عبد العزيز قريش
فاس في:13/02/2024