نصوص أدبية
مالكة العلوي: عبرات في حدأة الليل
كم من الصراخ سيغدو كسيحا،
تذروه الرياح،
ويرعوي إلى النسيان،
لو كنت هناك،
لأوقدت نار القصيدة،
وأوعزت البندقية، أن تكون صراطا لحروفها الهشة،
أن أبني معمارا مخالفا لعقائد المؤتمرات،
ونذوب المعتوهين، وأحقادهم وخياناتهم، ..
كأن أقرأ فجرا جديدا للأمة المهدورة،
دون أن أرثي تاريخها الغابر،
وأصنامها المستعبدة؟
2 ـ
المشكل أني ..
لا أرى شرقا دون افتئات شنيع،
دون غرابة أو بدعة معقودة ..
وبينما أفكر في تأليب الغضب على الضعة والاستسلام ..
أنتظر دوري للاختباء خلف صمتهم ..
حيرانة أنا ..
كم يتبقى من وقت،
وآمال سخيفة،
لنجتاز هذا البؤس القاتل،
ونعود لأمشاج عتمتنا الموحشة؟
3 ـ
في غفلة مني،
أثغو من شدخة القلب/ العمى
من فكرة لا تستقيم على وطن منهوك..
من تراب تطيِّره الرِّيحُ ويلزق بأشيائي الكتوم ..
من فجوة لا تنتهي،
وكآبة لصيف لا يتكرر؟
4 ـ
أو ليس الأسر صنيعا لهذا الفراغ؟
أو ليست المتاهة وتدا في كتف الشهادة؟
5 ـ
عندما أبتلع نصف اليوم،
أقطر الممحاة على الكتابة،
فتنجلي وصمة الموت،
كما أراها في مشاهد الاحتلال ..
منحورة بأوحال الساسة، السماسرة الجوعى ..
مذاك،
أغفلت أن أضيع بين مساميرها،
وقررت العزلة ..
6 ـ
العزاء لنا من دمع مملوء حزنا،
ومن ليل تشتد ظلمته، بلا غاسق مرتحل ..
ولا سنام يعدل في الجنون المستباح؟
***
شعر: مالكة العلوي