نصوص أدبية
خالد الحلّي: شاعرةٌ تُبْصِرُ في الظلام
هَلْ تتذكّرُ ما قالَتْهُ لنا شاعرةٌ عمياءْ
حينَ اِلتَقَطَتْ أُذْناها ما قُلنا ذاتَ مساءْ
كنّا نتحدّثُ عن أشعارٍ لَمْ نَكْتُبْها
وحياةٍ لم نَخْبُرْها
كنّا نتمنّى
أنْ نمشي فوقَ الماءْ
ونُحلّقَ في الأجواءْ
كنّا نَزْعُمُ أنّ الشعراءْ
لا تُغْرِقُهُمْ غيرُ مياهِ الشّعرِ
و لا يحتاجون إلى أجنحةٍ للطيرانْ
قالتْ دَعْكُمْ..
من أوهام كاذبةٍ .. دَعْكُمْ
فأنا عمياءَ، ولكنّي
أبصرُ في عقلي أوضحَ منكُمْ
ما تضمرهُ الأمواجُ،
وما تُخفي الأيّامْ
عنّي، أو عنهُمْ، أو عَنْكُمْ
قلتُ لهُ هَلْ تَتَذكّرُ؟
قالَ تذكرتُ الآنَ،
خُلاصَةَ ما سأَلَتْ :
هل أحدٌ منكُمْ
يعرفُ كَمْ مرّ بدنيانا من شُعراءْ؟
ماذا كان اسم الأولِّ منهُمْ
ومتى قالْ
أولّ ما مرّ بخاطرِهِ من أشْعارْ؟
كانَ يحاولُ أنْ يتذكّرَ أكثرْ
لكِنْ لَمْ يتذكرْ
شيئاً أزْيَدَ يُذكَرْ
..............................................
..............................................
قالتْ واثقةً
تلكَ الشّاعرةُ العمياءْ
إنّ الشّعرَ يحلُّ اللّغزَ،
ويبتكرُ الأضواءْ
قالتْ هذا ومضتْ
تاركةً لكلينا أسئلةً
ظلَّتْ دونَ جوابٍ حائرةً
***
شعر: خالد الحلّي
ملبورن - أستراليا