نصوص أدبية
البشير النحلي: شاهدَة!
مَدى الْعُمْرِ
يرْقُبُ
شاهِدةً بِالْجِوار
تَقولُ لَهُ في الصّباح
تَوَكّل
على الْعَهد
مِثْلَ
عَظيمٍ عَلى خُلقٍ شاهقٍ لا يحولُ عنِ الْحَرْفِ
في
آيةٍ
مِنْ وَدادٍ قَديم
وَفي فَجْرِ كلّ مساءٍ يَلوثُ بِهِ تَعَبٌ وقَتامٌ كَثيفٌ
تَقولُ لَهُ
بِصَوْتِ الْحِسانِ الوَدودِ
تَمَدّدْ
بِجَنبي وَجَنْب السّكونِ الْغَميقِ أمامي
فإنّك
إنْ شِئتَ
ثِبْ
فَالأسافِلُ ما يَنْبَغي أنْ تُخيفَ
وَنَمْ
نَمْ
إذا لَمْ
تُروِّضْ بِجُرْحِكَ
وَحْشَ الْأَلَمْ
وَاسْتَعِنْ بِالتّراثِ الْكَثيفِ وَرائِحَةِ الظُّلْمَةِ الْآن
كَأَنَّكَ
بَعْدُ
جَنينٌ بِجَوْفي
وَإنّكَ
فِيهِ مُغَطّى
بِحَرِّ
الصَّميمَيْن..
وَإنْ
لَمْ
تَشَأْ
فَتَوَكّلْ كَدَأْبِكَ قَبْلاً
عَلى
آيَةِ الْفَجْرِ
عِنْدَ
انْبِثاقِ التّشَابُهِ فيه!
***
البشير النحلي